قراءة تحليلية لبرامج رمضان على القناة الثامنة..

قراءة تحليلية لبرامج رمضان على القناة الثامنة..

- ‎فيفن و ثقافة, في الواجهة
98
0

الرباط: كلامكم –محمد بلال

بانتهاء شهر رمضان اتضحت حبكات الأعمال الدرامية التي عرضت على القناة الثامنة وهو ما يتيح لنا والمتتبع للقناة من إبداء الرأي على موسم رمضاني لم يخل من جدال وسجال حيث تميزت الشبكة الرمضانية على مستوى الدراما تنوعا جمع بين الدراما والفكاهة والتراث، ونحن هنا نناقش بخلفية ثقافية وفنية مرحبين في هذا الموقع بالرأي الآخر بشرط أن يكون الرأي مبررا بعناصر ومقومات النقد الهادف.. والموضوعي الذي يساهم في الارتقاء بالمنتوج مستقبلا.
مسلسل “بنت الذيب”
هو عمل تاريخي يجمع بين الكوميديا والدراما تدور أحداثه في قالب فني حول اختفاء عالم من العلماء في ظروف غامضة وخلق هذا الاختفاء تساؤلات محيرة.
والعمل على مستوى تحليل أحداثه وهو برافد “تاشلحيت” استطاع المزج بين الفانتازيا والواقع، ونحن نتتبع حكاية العالم (أوالشن) الذي اختفى فجأة دون سابق إنذار ليجد الجميع نفسه أمام ورقة تحمل (نجمة ثمانية)، والذين يعرفون المخرجة فاطمة بوبكدي سيدة الأعمال التراثية، يعرفون طريقة اشتغالها على المواضيع التراثية.
وفي هذا المسلسل أمكن للمخرجة بوبكدي على ترجمة محتوى النص إلى مشاهد مصورة من الحركات والأحاسيس والكلمات تخدم هذا السيناريو الذي يعبر عن هوية (أهل بلد) والذي عكس القصة والصورة وروحهما واستطاعت وبفضل ممثلين متمرسين أن تخلق بعملها جدلا واسعا وأصبح المسلسل موضوع الساعة، تمردت به على المألوف وأخرجت هذا النوع من الدراما من جلبابه القديم (تاباقشيشت) لتكشف وبرؤيتها الإخراجية عن معالجة لقضايا أساسية ذات عمق وذات بعد هوياتي للمجتمع المغربي برمته وليس الأمازيغي فقط في قالب (فونطازي) وسط ديكورات وفضاءات متعددة العناصر تضفي على النص الجمالية والدفء وتفتح شهية المتابعة والمشاهدة..
تساؤلات واستغراب
اللافت أنه ورغم أسلوب التشويق الدي اعتمدته المخرجة من خلال تطور الأحداث وتخلصها من النمطية وتجاوزها لإكراهات ظروف التصوير لتقديم المسلسل في الوقت المحدد قصد بثه في الوقت المحدد إلا أن المخرجة بوبكدي لم يرحمها البعض، حيث تعرضت للانتقاد والكارثة هو أن ذلك البعض جاءت انتقاداته بعيدة عن مقومات النقد الفني الأكاديمي الذي ينم عم معرفة بكواليس التصوير والعناصر التي ينبني عليها تصوير هذا المسلسل من إضاءة وزوايا الكاميرا ومستوى الصوت والمونتاج وأساس قصة وفكرة العمل والرؤية الإخراجية، وكلنا نعرف تجربة هذه المخرجة.
فجاءت هذه الانتقادات وعلى قلتها (بئيسة) ولا تبت للنقد الموضوعي بأي صلة، وهي لا تعبر إلا عن دوافع معروفة ولأسباب معروفة..
والدليل على ذلك أنه عقب كل حلقة، نجد نفس الأقلام ونفس الكلام.. تكرر انطباعها.
ولكن الملموس، والواقع هو نسبة المشاهدة التي كانت عالية من طرف المعجبين فعدد (اللايك) عقب كل حلقة كان يفوق (1000)، وهذا المعيار المعتمد حتى الآن.. أما التعاليق فتظل محدودة ومحدودة جدا، والتي لا تتعدى ما بين 50و60 تعليق.
مسلسل “إيلي”
قصة هذا المسلسل مستوحاة من عمق حياتنا اليومية قضايانا الاجتماعية من إخراج رشيد الهزمير وهو بالمكون اللساني (تامازيغت) وسيناريو محمد بن سيدي وتنفيذ الإنتاج لشركة (أغلال).
ولا أعتقد أن هناك ناقد فني أمازيغي واحد سيختلف معي في كون هذا المسلسل كان من أجمل ما عرض على الشاشة الأمازيغية.. بفريق من الممثلين الموهوبين وأنا أقول بأن ترحيب المشاهد بهذا العمل لا يمكن فقط بسبب قصته الفنية بمواضيع اجتماعية آنية، ولا بأسلوب المعالجة من زاوية الإخراج ولكن.. هنا عنصري الكاستينغ وفضاءات التصوير.
نعم، كنا نشعر أحيانا بتفاوت على مستوى تنامي الأحداث، وإيقاع الحلقات والتمطيط في الحوار لكن يبقى العمل إجمالا إضافة نوعية هذه السنة بالنسبة للدراما الأمازيغية.
دون إغفال وفي نفس السياق سيتكوم (نكين د بابا) أي (أنا وبابا).
وهي للمخرج سعيد أزر والكاتب الحسين أغبالو، وهي سلسلة حظيت بترحيب المشاهد، فأسلوب المخرج سعيد أزر في معالجة المواقف الكوميدية، والطريقة في خضم أحداث الحياة اليومية لشخصيات السلسلة جعل من صراع أفراد الأسرة اليومية ونظراتهم المختلفة للأشياء في الحياة طبقا شهيا رمضانيا.. شاهدنا فيه الحضور القوي للممثل وخاصة الكاتب والممثل الحسين أغبالو..
مسلسل “بويذونان” أو “زهرة النرجس”
دراما بأمازيغية الريف تدور أحداثها حول “مافيا العقارات” وشبكة تهريب البشر وظاهرة بيع المخدرات في محيط المدارس، من إخراج طارق الإدريسي وسيناريو محمد بوزكو والذي تميز من وجهة نظري طبعا بطرح قضايا اجتماعية قديمة/جديدة بأسلوب مختلف خلق التفاعل المطلوب وهو يناقش ظواهر شائكة جدا لصة واقعية يعلمها أهالي منطقة الريف وتمت صياغتها في قالب إبداعي درامي مما كان له تأثير على المشاهد، والإشادة بهذا العمل الذي احترم فيه بوزكو الأب والابن قواعد صناعة مسلسل تواترت أحداثه بشكل قوي وتصاعدي..
وهو نفس الانطباع لدى مشاهدي منطقة الريف على ستكوم (للأحذية وجوه) وخاصة الجالية المغربية المقيمة بالمهجر (76%) من المتابعين من اسبانيا، بلجيكا، هولندا.
مسلسل “اعطار”
هذا العمل من توقيع المخرجة الهام العلمي وتأليف الحسن سرحان وتنفيذ الإنتاج لمحمد الكغاط وتدور أحداثه عن أحد الباعة المتجولين الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة عن كواليس حياة الناس ومشاكلهم.
وهنا لابد من التأكيد على أن المخرجة الهام العلمي وجدت في النص ما جعلها تبدع، وتحقق متعة المشاهدة للمتفرج وتروي من زاويتها الحكاية برؤيتها الفنية التي ساهمت في تنسيق أحداث المسلسل من أوله إلى آخره.

 

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

ابتهال بطلة السيليكون ودنيا نجمة السيليكون!

نورالدين بازين في هذا الوطن السعيد، عندنا نساء