ابتهال بطلة السيليكون ودنيا نجمة السيليكون!

ابتهال بطلة السيليكون ودنيا نجمة السيليكون!

- ‎فيرأي, في الواجهة
255
0

نورالدين بازين

في هذا الوطن السعيد، عندنا نساء من ذهب… ونساء من فلتر سناب شات.
عندنا ابتهال أبو سعد، المهندسة المغربية اللي كانت خدامة فـ”مايكروسوفت”، وعندنا دنيا بطمة… خدامة على أعصابنا.

ابتهال كتدخل سيرفرات معقدة، تتحكم في خوارزميات، تبرمج حلولاً للعالم.
ودنيا كتدخل لايف كل ليلة، تتحكم في السب والشتم، وتبرمج مشاكل مع كل من قال “صباح الخير”.

ابتهال كتلبس سترة برمجة، وشعرها مربوط، وعقلها مربوط بقضية.
ودنيا كتلبس من عند “مصمم عالمي” كيخلّي كل شي باين… إلا الفكرة.

ابتهال ظهرت فالصورة حاملة علم فلسطين وسط مؤتمر دولي للتكنولوجيا.
ودنيا ظهرت فصورة حاملة بوكس من “شانيل” وسط خلاف أسري مباشر على إنستغرام.

ابتهال كتحسب عدد الأسطر في الكود البرمجي.
ودنيا كتحسب عدد التعليقات في اللايف: “خليكي قوية”، “كوليهم دنيا”، و”بلوك للحقودات”.

ابتهال تشتغل مع عباقرة العالم، تركب حلولاً للمستقبل.
ودنيا تشتغل مع صانعي المحتوى، تركب الموجة.

أبتهال إذا بكات، كتكون دموعها حقيقية، على أطفال غزة، على قيم ضاعت.
ودنيا إذا بكات، فذلك لأن فلترها الجديد ما خدمش، أو لأنها ما جاتش فالترند الأول.

ابتهال كتدخل قاعة مؤتمرات، تتكلم بلغة العالم.
ودنيا كتدخل المحكمة، تتكلم بلغة “أنا مظلومة، وحسبي الله ونعم الوكيل”.

والأدهى؟
عندنا جمهور يصفق أكثر لدنيا.
يتابعها، يتعاطف، يعلق: “انتي قوية”، و”هما اللي خسروك”.
أما ابتهال؟ تمر مرور الكرام… بلا فلتر، بلا ترند، بلا جوقة.

في زمن يُمنح فيه المايك لمن تسب، وتُسحب الأضواء عن من تبرمج،
في زمن تصير فيه الدموع وسيلة للمتابعة،
تبقى ابتهال شاهدة على أن المغرب ما زال فيه نُسخة نظيفة.

والباقي؟
نسخ طبق الأصل… من بعضهم البعض.

نداء إلى جمهور الوطن… أو ما تبقى منه:

إيوا فيقو شوية!
دنيا بطمة ماشي هي المغرب، و”بكاء السيارة” ماشي إنجاز وطني.
الفن ماشي هو الغوت، والمظلومية ماشي تخصص.

المرأة المغربية هي ابتهال، اللي كتخدم فصمت، وتشرف البلاد بلا جوقة، بلا حشو ميمات.
هي الأم، الطبيبة، المهندسة، المعلمة، اللي كتفيق مع 6 صباح وتكمل نهارها بـ”بارطاجي الصبر”.

وبينما كتعطيو ملايين المشاهدات لـ”هجوم على الحماة”، و”دنيا تحسمها بالدموع”،
كاين ابتهال ومئات الآلاف من نساء هذا الوطن، كيصنعو الفارق بلا ما يقولوه.

فكرّو مزيان:
بمن غادي يفتخر ولدك غدا؟
بواحدة دازت حياتها كتغني على المشاكل؟
ولا بواحدة خلت أثر فالعالم وكتخدم بلادها بصمت النبلاء؟

الفلتر يزول، الترند ينزل، الدموع تنشف،
لكن المواقف تبقى… وابتهال واحدة منها.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

القباج وبنخالد: ثنائي القوة داخل التجمع الوطني للأحرار بمراكش آسفي يعيدا ترتيب البيت التنظيمي

حكيم شيبوب في خطوة تعكس رسائل سياسية قوية