طارق أعراب
لم يكن أحد من جيران “إقامة إشراق سكن” بتامنصورت يتوقع أن ذلك “الكرديان” المخصص لركن الدراجات النارية، سيُصبح في لحظة ما الخيط الذي سيفضح واحدة من أخطر العصابات المتخصصة في سرقة الدراجات بالمنطقة.
القصة بدأت بشكايات متفرقة من سكان منطقة السعادة، تفيد باختفاء دراجات نارية وعربة ثلاثية العجلات “تريبورتور”، بالإضافة إلى سرقة محتويات منازل. بدا الأمر في البداية وكأنه حالات معزولة، لكن تكرارها وتطابق تفاصيلها دفع بعناصر الدرك الملكي إلى الربط بين الوقائع وفتح تحقيق موسع.
تحريات ميدانية دقيقة، مدعومة بمعلومات استخباراتية، قادت المحققين إلى مشتبه فيه أول، تتبعوا خطواته بصمت، إلى أن قادهم إلى “الكرديان” المشبوه. وهناك، كانت المفاجأة: أكثر من عشر دراجات نارية مسروقة، مصطفة بإحكام وسط المحل، بعضها في حالة سليمة، وأخرى بدأت تظهر عليها آثار التفكيك.
تمت محاصرة المكان وتوقيف المشتبه فيه، الذي سرعان ما كشف خلال التحقيق عن باقي شركائه في الشبكة، ليتم في وقت وجيز اعتقال ثلاثة أفراد آخرين، بينما أصدرت النيابة العامة مذكرات بحث في حق عناصر أخرى لا تزال في حالة فرار.
صاحب “الكرديان”، بدا مصدوماً أثناء الاستماع إليه، نافياً علمه بحقيقة الدراجات التي كانت تُجلب إليه، مؤكداً أن الأمر كان يتم بطريقة عادية كما يفعل باقي سكان الإقامة الذين يركنون دراجاتهم داخل المحل بدعوى الحماية.
العملية لم تمر مرور الكرام، فقد خلفت ارتياحاً كبيراً وسط سكان تامنصورت، الذين عبروا عن امتنانهم لسرعة تدخل الدرك ونجاعة تحركاته، معتبرين أن هذه الضربة الأمنية أعادت الإحساس بالأمان، وكشفت في الوقت ذاته عن الكفاءة العالية لعناصر الدرك الملكي في التصدي للجريمة مهما حاولت الاختباء خلف الواجهات الهادئة.
وهكذا، تحولت شكايات بسيطة إلى خيط قاد لفك لغز شبكة إجرامية، في قصة تُثبت أن الحذر واليقظة الأمنية لا يتركان للمجرمين مجالًا طويلًا للهروب.