حكيم شيبوب/ تصوير: ف. الطرومبتي
تحولت ساحة جامع الفنا، القلب النابض لمدينة مراكش، مساء أمس، إلى مسرح لعراك عنيف بين مجموعات من “عيساوة”، الذين اشتهروا بفنونهم الاستعراضية وجذبهم للسياح والمتفرجين، لكن هذه المرة كان المشهد مختلفًا تمامًا، حيث تنافسوا بطريقة غير معهودة على اقتسام الجمهور والزبائن، مما أدى إلى سبّ وقذف، قبل أن تتطور الأمور إلى اشتباكات بالأيدي، لولا التدخل السريع لعناصر الأمن.
شهدت الساحة حالة من الفوضى والتدافع، حيث تعالت أصوات الصراخ والشتائم بين أفراد من الفرق الاستعراضية، التي عادة ما تجذب المارة بسحر الطبول والإيقاعات التقليدية، لكن التنافس على “المكان والزبون” فجّر صراعًا حادًا بينهم، مما أثار استياء الحاضرين، خاصة السياح الذين وجدوا أنفسهم وسط مشهد لا يعكس روح الفولكلور المغربي الذي يقصدونه.
عناصر الأمن الوطني، المعروفة بسياراتها الزرقاء التي تجوب الساحة باستمرار، تدخلت بسرعة لفك النزاع وإعادة الهدوء، حيث تم توقيف بعض المتسببين في العراك، والاستماع إلى شهادات الحاضرين، بينما تم تفريق باقي المتنازعين، وسط استنكار واسع من طرف رواد الساحة وأصحاب المحلات التجارية المجاورة، الذين اشتكوا من تأثير هذه التصرفات على سمعة ساحة جامع الفنا، المصنفة ضمن التراث اللامادي للإنسانية.
هذا الحادث يطرح تساؤلات حول ضرورة تنظيم هذا الفضاء التراثي، وحماية صورته من المظاهر التي تسيء إليه، خاصة في ظل التنافس الشرس بين الفرق الشعبية والممارسات غير المنظمة التي قد تؤدي إلى مشاهد مماثلة في المستقبل. فهل تتحرك الجهات المختصة لوضع حد لهذه الفوضى.
