بقلم : نورالدين بازين
بعد المباراة التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره النيجري، أثير جدل واسع حول أداء أشرف حكيمي، لاعب باريس سان جيرمان، وظهرت تساؤلات حول مدى التزامه بالروح الرياضية. بعض المشجعين والمحللين ذهبوا إلى حد التساؤل: هل غش حكيمي أثناء المباراة، أم أن الأمر مجرد سوء فهم تكتيكي؟
حكيمي، الذي يُعرف بسرعته وانطلاقاته القوية على الرواق الأيمن، لم يكن بنفس الحدة التي يظهر بها مع فريقه الفرنسي. في باريس سان جيرمان، يتميز حكيمي بدور هجومي أكثر، حيث يستفيد من منظومة لعب هجومية متطورة تعتمد على الاستحواذ والضغط العالي. أما مع المنتخب، فقد بدا وكأنه يتعامل مع نهج أكثر تحفظًا، ربما بسبب التوجيهات التكتيكية أو غياب الانسجام الكامل مع باقي عناصر الفريق.
تداولت بعض الجماهير والمحللين فكرة أن حكيمي لم يقدم أفضل ما لديه عمدًا، مستندين إلى بعض اللقطات التي ظهر فيها وكأنه لم يندفع كعادته في المرتدات أو لم يحاول استغلال سرعته بالشكل الأمثل. لكن، هل يمكن اعتبار ذلك “غشًا”، أم أن الأمر يرتبط بعوامل تكتيكية وفنية؟
البعض يرى أن المباراة كانت ترتيبية ولم تكن لها أهمية كبرى، ما قد يفسر تراجع مستوى بعض اللاعبين، بمن فيهم حكيمي، خاصة إذا كان تفكيره منصبًا على التزاماته مع باريس سان جيرمان، الذي يخوض منافسات قوية على الصعيد الأوروبي والمحلي.
لا شك أن انتقال اللاعبين بين أجواء الأندية والمنتخبات يخلق نوعًا من التباين في الأداء، إذ تتغير الخطط والأساليب التكتيكية. في باريس، يحظى حكيمي بدعم لاعبين كبار مثل مبابي وديمبيلي، ما يمنحه مساحات أكبر للتحرك. أما مع المنتخب، فقد يضطر للعب بأدوار دفاعية أكبر، وهو ما قد يفسر شعور بعض الجماهير بأن أداءه لم يكن بنفس الحدة.
بينما قد يبدو أداء حكيمي أقل ديناميكية مع المنتخب مقارنةً بباريس، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أنه “غش” أو تعمد تقديم أداء أقل من المتوقع. ربما يعود الأمر إلى اعتبارات تكتيكية، أو حتى للإرهاق البدني بسبب كثرة المباريات مع ناديه. في النهاية، تبقى هذه التساؤلات مطروحة، ولكن الأكيد أن حكيمي يظل أحد أفضل اللاعبين المغاربة، سواء مع ناديه أو منتخب بلاده.
ما رأيك؟ هل تعتقد أن هناك فرقًا واضحًا في أداء حكيمي بين باريس سان جيرمان والمنتخب المغربي؟