مصطفى مطهر يتحدّى: أين لائحة السفريات والتعويضات في غرفة التجارة والصناعة بمراكش؟”
نورالدين بازين/ تصوير: ف. الطرومبتي في حلقة جديدة
بقلم: نورالدين بازين
السيد وليد الركراكي،
يبدو أنك لا تزال تعيش في حلم كأس العالم 2022، وكأنك لم تستفق بعد من نشوة ما تحقق في قطر. لكن الحقيقة أن 27 شهرًا مرت منذ ذلك الإنجاز، والمنتخب المغربي ليس مشروعًا شخصيًا يمكن أن يبقى أسير لحظة تاريخية واحدة. كرة القدم لا تعترف بالماضي، بل بالمستقبل، والنجاح لا يُقاس فقط بالإنجازات السابقة، بل بالقدرة على التطور والاستمرار في المنافسة.
لقد نجحت في إعادة الروح للمنتخب في مونديال قطر، لكن هل يُعقل أن نبقى محصورين في ذلك الإنجاز؟ هل من المنطقي أن يتم استدعاء نفس الأسماء، بنفس النهج، وكأن الزمن توقف؟ المنتخب المغربي ليس فريقًا تديره كأنه نادٍ تملك مفاتيحه، بل هو منتخب يمثل شعبًا كاملاً، ويجب أن تكون معاييره واضحة: الجاهزية، الأداء، والانضباط.
كم مرة سمعنا نفس الخطاب: “نحن في طور البناء”، “لدينا مشروع طويل الأمد”، “نحتاج إلى الوقت”؟ لقد مرت سنتان وأكثر، فإلى متى سيبقى المنتخب في مرحلة “التحضير”؟ المغاربة لا يريدون أعذارًا، بل يريدون فريقًا قويًا، اختيارات عادلة، وانضباطًا لا يتزعزع.
وليد، تذكر أن المنتخب ليس ملكًا لك، ولا لأي لاعب. لا أحد فوق المنتخب، مهما كان اسمه أو ما قدمه في الماضي. كرة القدم لا تتوقف عند إنجاز واحد، والنجاح الحقيقي هو القدرة على التجدد والتطوير. اليوم، الجماهير تسأل: لماذا بعض اللاعبين محصنون رغم تراجع مستواهم؟ لماذا يُستبعد من يستحق الفرصة؟ هل المنتخب يُدار بمنطق المجاملات؟
نعم، ما حدث في قطر كان عظيمًا، لكنه انتهى. العالم لا ينتظر، والمنافسون يتطورون. لم يعد هناك وقت للأحلام، بل للعمل الجاد. الجماهير المغربية لا تطلب المستحيل، بل منتخبًا قويًا، بلا حسابات ضيقة، وباختيارات منطقية وعادلة.
السؤال الذي يجب أن تطرحه على نفسك الآن: هل ستبقى أسيرًا للماضي، أم ستتحرك لبناء مستقبل حقيقي للمنتخب المغربي؟
نورالدين بازين/ تصوير: ف. الطرومبتي في حلقة جديدة