طارق أعراب
محاربة سقي المزروعات بالمياه العادمة بتامنصورت: السلطات تشن حملة واسعة وتحجز مضخات مياه
طارق أعراب شنت السلطات المحلية بحاضرة تامنصورت، يوم
طارق أعراب
كانت شوارع مراكش تعج بالحركة كعادتها، لكن في زاوية هادئة من المدينة، كان رجل في الخامسة والثلاثين من عمره يستعد لرحلته الأخيرة دون أن يدري. اعتاد هذا الرجل، صاحب السوابق، أن يكون متيقظًا لكل حركة من حوله، لكنه لم يكن يعلم أن عيونًا أخرى تراقبه، تترقب خطوته التالية بصبر ودقة.
عند غروب شمس يوم الجمعة، قاد شاحنته المخصصة لنقل البضائع عبر الطريق المؤدي إلى “تامنصورت”، ضواحي مراكش. داخل الشاحنة، كان يحمل بضاعة لم تكن مسجلة في أي فواتير رسمية—حمولة ثقيلة من الأقراص المخدرة، عددها تجاوز 14 ألف قرص من الإكستازي. لم يكن يدري أن تلك الرحلة لن تكتمل، وأنها كانت مراقبة منذ اللحظة التي تحركت فيها العجلات الأولى للشاحنة.
في نقطة غير بعيدة عن المدينة، كان عناصر الشرطة القضائية، مدعومين بمعلومات دقيقة من مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ينتظرون اللحظة المناسبة. بالتنسيق مع عناصر الدرك الملكي، تم إيقاف الشاحنة. لم يكن لدى الرجل فرصة للهرب، فالخناق كان قد ضُيّق عليه بإحكام. وأثناء تفتيش المركبة، كُشف عن الحمولة المحظورة—آلاف الأقراص التي كانت ستتسلل إلى الشوارع، مخلفة وراءها عوالم من الضياع والإدمان.
لكن المفاجأة الكبرى لم تكن في الشاحنة وحدها. فبمجرد اقتياده إلى منزله بمراكش، أسفرت عملية تفتيش أخرى عن العثور على 6000 قرص طبي مخدر إضافي، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 20 ألف قرص مخدر.
اقتيد المشتبه فيه إلى التحقيق، حيث وُضع تحت إشراف النيابة العامة المختصة. لم يكن الأمر مجرد إيقاف رجل واحد، بل كان جزءًا من معركة أكبر ضد تجارة الموت الصامت. وبينما كانت أبواب التحقيق تُفتح على مصراعيها لكشف المزيد من الامتدادات لهذا النشاط الإجرامي، كانت أبواب أخرى تُغلق خلف الرجل الذي لم يكن يتوقع أن تكون هذه رحلته الأخيرة.
طارق أعراب شنت السلطات المحلية بحاضرة تامنصورت، يوم