طارق أعراب
توقيف فرنسي من أصول جزائرية بمراكش مبحوث عنه دوليًا بتهم خطيرة
خديجة العروسي تمكنت عناصر الشرطة بولاية أمن مراكش،
طارق أعراب
في زحمة شوارع الرباط المزدحمة، حيث تتداخل أصوات المحركات بأبواق السيارات الغاضبة، كان سائق سيارة الأجرة حسن يشق طريقه بصعوبة بين السيارات. كان اليوم عادياً بالنسبة له، حتى لحظة توقفه عند إشارة مرور، حين لمح في المرآة الجانبية سيارة دبلوماسية تقترب بسرعة، محاولًا تجاوز الجميع بطريقة استفزازية.
لم يكد حسن يكمل عبوره حتى سمع صوت سباب غاضب، تبعه ضجيج محرك قوي. التفت ليجد سائق السيارة الدبلوماسية، رجل في منتصف العمر، يصرخ غاضبًا. دار بينهما جدال ساخن، تصاعد بسرعة، وفي لحظة غضب، مد الرجل يده إلى داخل سيارته، ثم أخرج شيئًا بدا كأنه مسدس، وصوبه باتجاه حسن.
تسمرت أنفاس حسن في صدره. لم يصدق ما يرى، هل يعقل أن يتحول خلاف مروري بسيط إلى تهديد بالسلاح؟ رغم الصدمة، تراجع قليلاً والتقط هاتفه بسرعة، واتصل بالشرطة، بينما بقيت صورة المسدس ماثلة أمامه، رغم أن السائق الدبلوماسي كان قد انطلق بسيارته مسرعًا، تاركًا خلفه ذهول حسن والمارة الذين شهدوا المشهد.
لم يستغرق الأمر طويلاً حتى وصلت عناصر الأمن إلى عين المكان. استمعوا إلى شهادة حسن، وبدأوا في تعقب السيارة المشتبه بها. وبفضل كاميرات المراقبة المثبتة على طول الطريق، تمكنوا سريعًا من تحديد هوية السائق المشتبه به. وبعد ساعات قليلة، كان الرجل بين أيدي الشرطة، حيث تبين أنه ليس دبلوماسيًا، بل مجرد سائق يعمل لدى بعثة أجنبية معتمدة في الرباط.
عند تفتيشه، عثرت الشرطة بحوزته على المسدس الذي أثار كل هذا الذعر… لكنه لم يكن سوى مجسم بلاستيكي! مجرد لعبة، لكنها كانت كافية لإشعال موقف كاد أن يتحول إلى مأساة.
تم وضع السائق تحت الحراسة النظرية، وبدأت التحقيقات لتحديد ملابسات الحادث. أما حسن، فظل مصدومًا من فكرة أن خلافًا بسيطًا حول أسبقية المرور قد جعله في مواجهة مع مسدس، حتى لو كان مجرد قطعة بلاستيكية.
خديجة العروسي تمكنت عناصر الشرطة بولاية أمن مراكش،