السلفية والارهاب : تعطيل العقل

السلفية والارهاب : تعطيل العقل

- ‎فيرأي
149
التعليقات على السلفية والارهاب : تعطيل العقل مغلقة

بقلم : محمد بوفتاس

السلفية هي تيار فكري إسلامي يركز على العودة إلى ما يعتبره أصول الإسلام وفهم السلف الصالح، أي الصحابة والتابعين وتابعيهم. يعتمد السلفيون على القرآن والسنة كمصدرين رئيسيين للتشريع، ويرفضون الاجتهادات التي تعتبر بعيدة عن النصوص الشرعية، ويقيدون العقل.
أما الإرهاب، فهو استخدام العنف أو التهديد به لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو أيديولوجية. الإرهاب ظاهرة عالمية ولا يقتصر على دين أو ثقافة معينة.
طبعا هناك من يحاول ربط السلفية بالإرهاب، لكن هذا الربط يبدو ربما غير دقيق ويجب التفريق بينهما، لأن السلفية كمنهج فكري لا تدعو ظاهريا وعلانية إلى العنف أو الإرهاب، بل تركز على العودة إلى النصوص الشرعية وفهمها كما فهمها السلف الصالح. ومع ذلك، قد تستغل بعض الجماعات المتطرفة أفكارًا معينة من السلفية أو غيرها لتبرير أعمالها الإرهابية، لكن هذه الجماعات لا تمثل السلفية ككل.
من المهم عدم تعميم الاتهامات على تيارات فكرية أو دينية بسبب أفعال بعض الأفراد أو الجماعات المتطرفة. يجب التعامل مع كل حالة على حدة وتحليلها بعناية لفهم الدوافع والسياقات التي أدت إلى تلك الأفعال.

السلفية وأزمة تعطيل للعقل

القول بأن السلفية تعطيل للعقل هو رأي يطرحه بعض النقاد والمفكرين، ويعتمد هذا الرأي على عدة نقاط تحتاج إلى تحليل وفهم دقيق منها إشكالية التركيز على النصوص ورفض الاجتهاد لأن منتقدي السلفية يرون بأنها تعتمد بشكل كبير على النصوص الدينية (القرآن والسنة) وتقلل من دور العقل والاجتهاد في فهم الدين. هذا النهج قد يُفهم على أنه تقييد لدور العقل في التفكير النقدي والتحليل، خاصة في قضايا تتطلب مواكبة العصر وتطوراته.
إن التركيز على النصوص ورفض الاجتهاد هو أحد الجوانب التي ينتقدها البعض في المنهج السلفي، حيث يرى البعض أن هذا النهج قد يؤدي إلى تقييد دور العقل والتفكير النقدي في فهم الدين وتطبيقه في الحياة المعاصرة. لأن المنهج السلفي يعتمد بشكل كبير على النصوص الدينية (القرآن والسنة) كمصدرين رئيسيين للتشريع والفهم الديني. هذا الاعتماد يُعتبر من قبل السلفيين ضمانًا لصحة العقيدة والممارسة الدينية، حيث يرون أن النصوص هي الوحي الإلهي الذي لا يحتمل الخطأ.ومع ذلك، يرى النقاد أن هذا الاعتماد المطلق قد يؤدي إلى إهمال السياقات التاريخية والاجتماعية التي نزلت فيها النصوص، مما قد يجعل تطبيقها في العصر الحديث صعبًا أو غير ملائم في بعض الأحيان.
وهنا تطرح إشكالية رفض الاجتهاد والتجديد من طرف التيار السلفي، خاصة إذا سلمنا بـأن الاجتهاد هو عملية فكرية تعتمد على العقل لفهم النصوص وتطبيقها في ظروف متغيرة، ولذلك ينتقد البعض السلفية بسبب رفضها الاجتهاد خارج الإطار الذي حدده السلف الصالح، مما قد يؤدي إلى جمود فكري وعدم قدرة على مواكبة التحديات المعاصرة. وعلى سبيل المثال، قضايا مثل حقوق الإنسان، الديمقراطية، حقوق المرأة، والعلوم الحديثة تتطلب اجتهادًا وفهمًا جديدًا للنصوص، ولكن المنهج السلفي التقليدي قد يرفض ذلك بحجة الالتزام بفهم السلف.
يرى العديد من النقاد أن التركيز على النصوص ورفض الاجتهاد قد يؤدي إلى تقييد دور العقل في التفكير النقدي والتحليل. والعقل في المنهج السلفي غالبًا ما يُستخدم فقط لفهم النصوص وتطبيقها، وليس لإعادة تفسيرها أو تطويرها وفقًا لمتطلبات العصر، هذا التقييد قد يؤدي إلى إهمال دور العقل في تطوير الفكر الديني والإنساني، مما قد يعيق التقدم الحضاري والفكري، كما أنه يضع السلفية في مواجهة التحديات المعاصرة، لأننا في عصر يتسم بالتطور السريع في العلوم والتكنولوجيا والتغيرات الاجتماعية، يحتاج الفكر الديني إلى مرونة وقدرة على التكيف. يرى النقاد أن المنهج السلفي، بتركيزه على النصوص ورفضه للاجتهاد، قد لا يكون قادرًا على مواكبة هذه التحديات. على سبيل المثال، قضايا مثل التعديلات الوراثية، الذكاء الاصطناعي، وحقوق الأقليات تتطلب اجتهادًا جديدًا وفهمًا عصريًا للنصوص، وهو ما قد يكون صعبًا في ظل المنهج السلفي التقليدي.
وهنا لا بد من التفريق بين النصوص والمقاصد لأن التركيز على النصوص بشكل حرفي قد يؤدي إلى إهمال مقاصد الشريعة، التي تركز على تحقيق العدل والرحمة والمصلحة العامة. الاجتهاد المعاصر يعتمد على فهم المقاصد وتطبيقها في السياقات الجديدة، وهو ما قد يتعارض مع المنهج السلفي التقليدي. فلو أخدنا على سبيل المثال، قضايا مثل تحرير المرأة أو التعامل مع غير المسلمين سنجد بأنها تتطلب فهمًا جديدًا للنصوص يراعي مقاصد الشريعة، ولكن المنهج السلفي قد يرفض ذلك بحجة الالتزام بحرفية النصوص. وهوما يمكن أن يؤثر سلبا على المجتمع لأن التركيز على النصوص ورفض الاجتهاد قد يؤدي إلى خلق مجتمعات أقل مرونة وأكثر تشددًا في التعامل مع التغيرات الحديثة. هذا قد يعيق التقدم الاجتماعي والثقافي، خاصة في مجالات مثل التعليم، وحقوق الإنسان، والعلوم. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي هذا النهج إلى صراعات داخل المجتمع بين التيارات الدينية التقليدية والتيارات الحديثة التي تدعو إلى التجديد والاجتهاد.
ومهما كان موقفنا من السلفية لا بد من التفريق بين السلفية المعتدلة والمتطرفة، لا بد من الإشارة إلى أن هناك تيارات سلفية معتدلة تعترف بدور العقل والاجتهاد في فهم النصوص، ولكنها تضع حدودًا معينة لهذا الاجتهاد. هذه التيارات قد تكون أكثر مرونة في التعامل مع القضايا المعاصرة. في المقابل، هناك تيارات سلفية أكثر تشددًا ترفض أي شكل من أشكال الاجتهاد خارج الإطار الذي حدده السلف الصالح، مما يجعلها أكثر عرضة للنقد.
التركيز على النصوص ورفض الاجتهاد في المنهج السلفي قد يُفهم على أنه تقييد لدور العقل والتفكير النقدي، خاصة في ظل التحديات المعاصرة التي تتطلب فهمًا جديدًا للنصوص. ومع ذلك، من المهم التفريق بين التيارات السلفية المختلفة، حيث أن بعضها قد يكون أكثر مرونة وقبولًا لدور العقل والاجتهاد في فهم الدين وتطبيقه. إن السلفية غالبًا ما ترفض التأويلات التي تتعارض مع فهم السلف الصالح، مما قد يُنظر إليه على أنه تقييد للعقل وعدم مراعاة للسياقات التاريخية والاجتماعية المتغيرة.
والواقع أن رفض التأويل والتفسيرات الحديثة هو جانب آخر يُنتقد في المنهج السلفي، حيث يُرى أن هذا الرفض قد يؤدي إلى جمود فكري وعدم قدرة على مواكبة التطورات الاجتماعية والسياسية والفكرية المعاصرة. يمكن توسيع هذه الفكرة من خلال النقاط التالية:
فإذا كان المنهج السلفي يعتمد على فهم السلف الصالح (الصحابة والتابعين وتابعيهم) للنصوص الدينية، ويرى أن هذا الفهم هو الأقرب إلى الصواب لأنه قريب من زمن النبوة وخالٍ من التأثيرات الخارجية، فإن ذلك لا يجعل هذه الفكرة صحيحة بالضرورة ولا يمنحها القرب من زمن النبوة قدسية. و يرى النقاد أن هذا الالتزام بفهم السلف قد يؤدي إلى إهمال السياقات التاريخية والاجتماعية التي عاش فيها السلف، والتي قد تختلف بشكل كبير عن السياقات المعاصرة.
إذن فالتأويل هو عملية تفسير النصوص الدينية بطريقة تراعي السياقات الجديدة والمتغيرة، لكن المنهج السلفي يرفض التأويلات التي تتعارض مع فهم السلف، مما قد يؤدي إلى صعوبة في تطبيق النصوص في العصر الحديث. وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تقييد دور العقل في التفكير النقدي والتحليل. وهنا نلاحظ بأن العقل في المنهج السلفي غالبًا ما يُستخدم فقط لفهم النصوص كما فهمها السلف، وليس لإعادة تفسيرها أو تطويرها وفقًا لمتطلبات العصر. هذا التقييد قد يؤدي إلى إهمال دور العقل في تطوير الفكر الديني والإنساني، مما قد يعيق التقدم الحضاري والفكري.
ففي عصرنا الذي يتسم بالتطور السريع في العلوم والتكنولوجيا والتغيرات الاجتماعية، يحتاج الفكر الديني إلى مرونة وقدرة على التكيف. يرى النقاد أن المنهج السلفي، برفضه للتأويلات الحديثة، قد لا يكون قادرًا على مواكبة هذه التحديات.
تؤدي السلفية إلى جمود فكري بسبب رفضها للفلسفة والعلوم الإنسانية التي تعتمد على العقل والمنطق، مما قد يُفهم على أنه إهمال لدور العقل في تطوير الفكر الديني والإنساني. هذا
الجمود الفكري هو أحد الانتقادات الموجهة إلى المنهج السلفي، حيث يُرى أن هذا المنهج قد يؤدي إلى تقييد التفكير النقدي والإبداعي بسبب رفضه للفلسفة والعلوم الإنسانية التي تعتمد على العقل والمنطق.
يرفض المنهج السلفي الفلسفة والعلوم الإنسانية بشكل عام، حيث يعتبرها من منتجات العقل البشري التي قد تتعارض مع النصوص الدينية. هذا الرفض قد يؤدي إلى إهمال دور العقل في تطوير الفكر الديني والإنساني. فعلى سبيل المثال، الفلسفة تعتمد على التفكير النقدي والتحليل المنطقي لفهم العالم والإنسان، ولكن المنهج السلفي قد يرفض ذلك بحجة أن النصوص الدينية كافية لفهم كل شيء. وهو ما سيؤدي إلى تقييد التفكير النقدي بسبب اعتماد الفكر السلفي على النصوص بشكل حرفي ورفضه للتأويلات الحديثة. هذا التقييد قد يؤدي إلى إهمال دور العقل في تطوير الفكر الديني والإنساني.
هذا الجمود الفكري في المنهج السلفي قد يُفهم على أنه تقييد لدور العقل والتفكير النقدي، خاصة في ظل التحديات المعاصرة التي تتطلب فهمًا جديدًا للنصوص. ومع ذلك، من المهم التفريق بين التيارات السلفية المختلفة، حيث أن بعضها قد يكون أكثر مرونة وقبولًا لدور العقل والتفكير النقدي في فهم الدين وتطبيقه.
لا بد من الإشارة هنا إلى أن السلفية لا ترفض العقل تمامًا، بل ترى أن العقل يجب أن يكون خادمًا للنصوص الشرعية وليس حاكمًا على النص. إن الاختلاف في مفهوم العقل بين المنهج السلفي والتيارات الفكرية الأخرى هو نقطة مهمة تحتاج إلى توضيح وتفصيل. فالسلفية في المنظور العام لا ترفض العقل بشكل مطلق، لكنها تضع له حدودًا وضوابط في التعامل مع النصوص الشرعية. فالعقل بالنسبة للمنهج السلفي مجرد أداة لفهم النصوص الشرعية وتطبيقها، وليس مصدرًا مستقلًا للتشريع أو الحكم. بمعنى آخر، ولذلك يجب أن يخضع العقل للنصوص ولا يتجاوزها. هذا الموقف يعكس إيمان السلفية بأن النصوص الشرعية (القرآن والسنة) هي المصدر الرئيسي للمعرفة الدينية، وأن العقل البشري محدود ولا يمكن أن يفهم كل شيء بمفرده. ولهذا يرون بأن العقل له دور في فهم النصوص واستنباط الأحكام، ولكن ضمن إطار محدد لا يتعارض مع النصوص. أي أن العقل لا يمكن أن يُستخدم لتأويل النصوص بشكل يتناقض مع ما فهمه السلف الصالح. فعلى سبيل المثال، في قضايا مثل صفات الله أو الأمور الغيبية، يرى السلفيون أن العقل يجب أن يقف عند ما ورد في النصوص دون محاولة تأويلها أو تحريفها.
ولذلك يرفض الفكر السلفي استخدام العقل كمصدر مستقل للتشريع أو الحكم، حيث يعتبر أن هذا قد يؤدي إلى تحريف النصوص أو إهمالها. هذا الموقف يعكس قلق السلفية من أن يؤدي الاعتماد المفرط على العقل إلى ابتعاد عن النصوص الشرعية. فلو نظرنا إلى مسألة مثل حقوق الإنسان أو الديمقراطية فإن ذلك يتطلب اجتهادًا عقليًا، لكن الفكر السلفي يرى أن هذا الاجتهاد يجب أن يكون ضمن إطار النصوص وليس خارجها. فهم يرون بأن العقل الصريح لا يمكن أن يتعارض مع النصوص الصحيحة، وأن أي تعارض بينهما هو نتيجة لفهم خاطئ للنصوص أو استخدام غير صحيح للعقل. هذا الموقف يعكس إيمان السلفية بأن النصوص الشرعية هي وحي إلهي لا يحتمل الخطأ، وأن العقل البشري محدود وقد يخطئ.

إذا كان المنهج السلفي يرى بأن العقل له دور في الاجتهاد واستنباط الأحكام من النصوص، ولكن ضمن إطار محدد، فمعنى ذلك أن الاجتهاد يجب أن يكون مبنياً على النصوص وليس على الرأي الشخصي أو الهوى.، كما هو الحال مثالا في قضايا مثل المعاملات المالية أو الطب الحديث، يمكن استخدام العقل لفهم النصوص وتطبيقها في السياقات الجديدة، ولكن دون تجاوزها.
لكن، وكما قلنا ذلك سلفا، ففي عصر يتسم بالتطور السريع في العلوم والتكنولوجيا والتغيرات الاجتماعية، يحتاج الفكر الديني إلى مرونة وقدرة على التكيف. ويرى النقاد أن المنهج السلفي، بتركيزه على أن العقل يجب أن يكون خادمًا للنصوص، قد لا يكون قادرًا على مواكبة هذه التحديات، وخاصة في قضايا مثل التعديلات الوراثية، الذكاء الاصطناعي، وحقوق الأقليات تتطلب تفكيرًا نقديًا وتحليليًا، وهو ما قد يكون صعبًا في ظل المنهج السلفي التقليدي.
عموما يبدو أن الاختلاف في مفهوم العقل بين المنهج السلفي والتيارات الفكرية الأخرى يعكس موقفًا متوازنًا من حيث الاعتراف بدور العقل في فهم النصوص وتطبيقها، ولكن مع وضع حدود واضحة لهذا الدور. ومع ذلك، من المهم التفريق بين التيارات السلفية المختلفة، حيث أن بعضها قد يكون أكثر مرونة وقبولًا لدور العقل في فهم الدين وتطبيقه.
ولكي نكون موضوعيين من المهم الإشارة إلى أن هناك تيارات سلفية معتدلة تعترف بدور العقل في فهم النصوص وتطبيقها، ولكنها تضع حدودًا معينة لهذا الدور. هذه التيارات قد تكون أكثر مرونة في التعامل مع القضايا المعاصرة. لكن في المقابل، هناك تيارات سلفية أكثر تشددًا ترفض أي شكل من أشكال الاجتهاد العقلي خارج الإطار الذي حدده السلف الصالح، مما يجعلها أكثر عرضة للنقد.
إذن فهناك تيارات سلفية معتدلة تعترف بدور العقل في فهم النصوص وتطبيقها في الحياة المعاصرة، بينما هناك تيارات أكثر تشددًا ترفض أي دور للعقل خارج إطار النصوص. والتمييز بين السلفية المعتدلة والمتطرفة هو أمر بالغ الأهمية لفهم تعدد التيارات داخل المنهج السلفي واختلافها في التعامل مع قضايا العقل والنصوص والتجديد.
إن الكثير من التيارات السلفية المعتدلة تعترف بدور العقل في فهم النصوص الشرعية وتطبيقها في الحياة المعاصرة، وترى بأن العقل أداة مهمة لفهم النصوص واستنباط الأحكام، ولكن ضمن إطار النصوص وليس خارجها. فهي بذلك ربما قد تكون أكثر مرونة في التعامل مع القضايا المعاصرة، حيث تسمح ببعض الاجتهادات التي تراعي السياقات الجديدة دون الخروج عن الإطار العام للنصوص. أي أنها تسعى إلى تحقيق توازن بين النصوص الشرعية ودور العقل، حيث ترى أن العقل يمكن أن يساعد في فهم النصوص وتطبيقها بشكل يتناسب مع متطلبات العصر.
في الجهة المعاكسة سنجذ بأن التيارات السلفية المتطرفة ترفض أي دور للعقل خارج إطار النصوص الشرعية، وترى بأن العقل يجب أن يقتصر على فهم النصوص كما فهمها السلف الصالح، دون محاولة تأويلها أو تطويرها. هذه التيارات قد تؤدي إلى جمود فكري بسبب رفضها للتأويلات والتفسيرات الحديثة والاجتهادات التي تراعي السياقات الجديدة. هذا الجمود قد يجعلها غير قادرة على مواكبة التحديات المعاصرة. وغالبًا ما تتسم السلفية المتطرفة بالتشدد في تطبيق النصوص، حيث ترى أن أي خروج عن فهم السلف الصالح هو بدعة أو ضلالة.
فإذا كانت السلفية المعتدلة أكثر قدرة على التعامل مع القضايا المعاصرة مثل حقوق الإنسان، الديمقراطية، وحقوق المرأة من خلال اجتهادات تراعي النصوص والسياقات الجديدة. و تساهم في خلق مجتمعات أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التغيرات الحديثة، حيث تعترف بدور العقل والاجتهاد في فهم النصوص وتطبيقها
فإن السلفية المتطرفة غالبًا ما ترفض أي اجتهادات جديدة في هذه القضايا، حيث ترى أن النصوص كافية ولا تحتاج إلى تأويلات حديثة. و تؤدي إلى خلق مجتمعات أقل مرونة وأكثر تشددًا في التعامل مع التغيرات الحديثة، مما قد يعيق التقدم الاجتماعي والثقافي.
من المهم أن نميز بين التيارات السلفية المختلفة، حيث أن بعضها قد يكون أكثر مرونة وقبولًا لدور العقل والاجتهاد، بينما قد تكون هناك تيارات أكثر تشددًا ترفض أي شكل من أشكال التجديد. هذا التمييز يساعد على فهم تعدد التيارات داخل المنهج السلفي واختلافها في التعامل مع قضايا العقل والنصوص والتجديد.
إذن فالتمييز بين السلفية المعتدلة والمتطرفة يعكس تعدد التيارات داخل المنهج السلفي واختلافها في التعامل مع قضايا العقل والنصوص والتجديد. بينما تعترف السلفية المعتدلة بدور العقل والاجتهاد في فهم النصوص وتطبيقها، قد ترفض السلفية المتطرفة أي دور للعقل خارج إطار النصوص، مما قد يؤدي إلى جمود فكري وتشدد في التطبيق.
في النهاية، تحتاج القضية إلى نقاش موضوعي وفهم دقيق لطبيعة السلفية وتياراتها المختلفة. ليس كل من يتبنى المنهج السلفي يرفض العقل تمامًا، ولكن النقد الموجه إليها يعكس مخاوف من أن يؤدي هذا المنهج إلى تقييد التفكير النقدي والإبداعي في بعض الحالات.

يمكنك ايضا ان تقرأ

مطالب بالإفراج عن صاحب مشروع “بساتين الواحة” بعد تسوية النزاعات

  حكيم شيبوب     شهد مشروع “بساتين