القصة الكاملة للهروب الكبير من ولاية أمن مراكش

القصة الكاملة للهروب الكبير من ولاية أمن مراكش

- ‎فيبلاحدود, في الواجهة
593
0

طارق أعراب

في تلك الليلة الباردة من فاتح مارس، كان كل شيء يسير بهدوء داخل مركز الحراسة النظرية بولاية أمن مراكش. عقارب الساعة تقترب من الثالثة فجراً، والمكان لا يكسره سوى صدى خطوات رجال الأمن وهم يتنقلون بين الممرات، يراقبون الموقوفين بعينين متعبتين من يوم طويل من العمل.

في إحدى الزنازين، كان يجلس رجل ذو بنية قوية، يُعرف بين رجال الأمن والمجرمين على حد سواء بلقب “الزائر”. لم يكن مجرد لص أو معتدٍ عادي، بل كان أحد أخطر المطلوبين للعدالة، شخصاً يلاحقه العشرات من مذكرات البحث بسبب جرائم متنوعة. بعد شهور من الملاحقة والمطاردات، سقط أخيراً في قبضة الأمن، إثر عملية دقيقة نفذتها الشرطة القضائية بناءً على معلومات استخباراتية.

لكن “الزائر” لم يكن ليقبل مصيره بسهولة. كان يراقب كل حركة، يحفظ تفاصيل الممرات، يعدّ الثواني، ويبحث عن الفرصة المناسبة. وعندما فتحت بوابة مركز الحراسة لدخول أحد رجال الأمن، انطلق كالنمر، دفع الشرطي بكل قوته، حتى سقط الأخير أرضاً دون أن يتمكن من مقاومته. في لحظة خاطفة، شق طريقه عبر الممرات، متجاوزاً كل الحواجز، يركض بجنون وكأن جسده كله تحول إلى طاقة هروب.

في الخارج، كانت المدينة نائمة، لا أحد يتوقع أن شبحاً خطيراً قد عاد إلى الظلام مجدداً. لم تمر دقائق حتى دوّت أصوات الإنذارات داخل المركز، وتحولت الولاية إلى خلية نحل مستنفرة. هرع الضباط والمحققون، وبدأت المطاردات، فيما كانت لجنة من المديرية العامة للأمن الوطني في طريقها إلى مراكش، للتحقيق في هذا الخرق الأمني الخطير.

تمت الاستعانة بكاميرات المراقبة، حيث وثّقت لحظة الهروب بكل تفاصيلها، وأظهرت كيف استطاع الموقوف استغلال قوته البدنية وحالة الإرهاق التي كان عليها رجال الأمن في تلك الساعة المتأخرة. ومع تصاعد التوتر، صدر قرار فوري بتوقيف أربعة موظفين عن مهامهم، في انتظار نتائج التحقيق الذي قد يغير الكثير من الأمور داخل ولاية الأمن.

في مراكش، لم يعد الحديث عن شيء آخر، الكل يتساءل: “أين ذهب الزائر؟ متى سيسقط مجدداً؟ وهل سيكون هروبه مجرد فصل آخر في قصته الإجرامية، أم أنها النهاية التي ستقوده إلى مصير محتوم؟”

في الأحياء الخلفية للمدينة، حيث تتشابك الممرات الضيقة والبيوت العتيقة، ربما كان “الزائر” يختبئ الآن، يلتقط أنفاسه، يفكر في خطوته التالية، بينما المدينة بأكملها تترقب، والشرطة تواصل مطاردتها في سباق لا يعرف سوى نهايتين: القبض عليه أو الاختفاء من جديد.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

مول شكارة وفيلا لوسيين بمراكش.. الوجه الجديد للاستثمار العقاري

نورالدين بازين في زحمة التوسع العمراني المتسارع، تبرز