خولة العدراوي
تعاني العديد من العائلات المراكشية من الارتفاع الكبير في أسعار قاعات الألعاب والترفيه، مما يجعل الاستمتاع بيوم عائلي مع الأطفال تحديًا اقتصاديًا حقيقيًا. فمع قلة الفضاءات المجانية المخصصة للأطفال، يجد الآباء أنفسهم مضطرين للجوء إلى هذه القاعات، التي باتت تفرض تسعيرات مرتفعة لا تتناسب مع القدرة الشرائية للكثير من الأسر.
تشهد قاعات الألعاب في مراكش زيادة ملحوظة في أسعار التذاكر، حيث تصل تكلفة دخول طفل واحد إلى ما بين 30 و70 درهمًا للساعة، دون احتساب أسعار الأطعمة والمشروبات التي تُفرض داخل هذه الفضاءات بأسعار تفوق المعدلات العادية. ومع وجود أكثر من طفل في الأسرة، يجد الآباء أنفسهم أمام فاتورة باهظة قد تعادل ميزانية أسبوع كامل لبعض العائلات.
ورغم هذه الأسعار المرتفعة، يشتكي العديد من الآباء من تفاوت مستوى الخدمات، حيث تفتقر بعض القاعات إلى الصيانة اللازمة، بينما تعاني أخرى من ازدحام شديد خلال عطلات نهاية الأسبوع. وفي ظل غياب حدائق ومتنزهات مجانية مجهزة بألعاب للأطفال، يضطر السكان إلى تحمل هذه التكاليف رغم الضائقة المعيشية التي تعيشها العديد من الأسر المغربية.
و يُطالب العديد من المواطنين السلطات المحلية بالتدخل لخلق فضاءات عمومية مجانية أو بأسعار معقولة، تتيح للأطفال اللعب دون إثقال كاهل الأسر بمصاريف إضافية. كما يدعو البعض إلى تقنين تسعيرة قاعات الألعاب، خاصة تلك التي تستهدف العائلات المتوسطة والفقيرة، حتى لا يتحول اللعب من حق طبيعي للأطفال إلى رفاهية يصعب تحملها.
وفي ظل هذا الوضع، تبقى الحاجة ملحة لإيجاد حلول توازن بين حق الأطفال في الترفيه وحق الأسر في الحفاظ على استقرارها المالي، حتى لا تتحول قاعات الألعاب إلى مصدر ضغط بدل أن تكون فضاءً للمرح والاسترخاء.
