نورالدين بازين
يثير تأخر إصلاح طريق صحراء أكفاي استغراب ساكنة المنطقة، خصوصًا مع انطلاق الأشغال على طريق سيدي عبد الله غياث، التي شهدت تحسينات في بنيتها التحتية بشكل سريع وملحوظ. هذا التباين يطرح العديد من التساؤلات حول أولويات الجهات المسؤولة في برمجة مشاريع الطرق، وأسباب تهميش بعض المسالك الحيوية التي تعتبر شريانًا اقتصاديًا واجتماعيًا لمناطق بأكملها.
تعد طريق صحراء أكفاي محورًا مهمًا يربط مراكش بالمناطق الجنوبية والغربية، حيث تعتمد عليها العديد من الساكنة في تنقلاتهم اليومية، ناهيك عن كونها معبرًا رئيسيًا للسياح الراغبين في استكشاف المناطق الطبيعية والمنتجعات البيئية المنتشرة على طول المسار. لكن رغم هذه الأهمية، تعاني الطريق من تدهور واضح، يتمثل في الحفر العميقة، وغياب الصيانة، ما يزيد من مخاطر حوادث السير.
في المقابل، شهدت طريق سيدي عبد الله غياث عملية إصلاح سريعة، ما يطرح تساؤلات حول المعايير التي يتم اعتمادها لتحديد أولويات الأشغال الطرقية. هل يعود ذلك إلى ضغط لوبيات معينة، أم أن هناك اعتبارات اقتصادية وسياسية تحكم هذه الاختيارات؟
و تُطرح هنا أسئلة مشروعة حول منهجية توزيع المشاريع الطرقية، ومدى التوازن في الاستثمارات بين مختلف المناطق. فهل هناك أسباب تقنية وراء هذا التأخر، أم أن طريق صحراء أكفاي لا تحظى بنفس الاهتمام بسبب غياب نفوذ سياسي واقتصادي مؤثر؟
ويطالب السكان والمجتمع المدني بتوضيحات رسمية من الجهات المعنية حول مآل مشروع إصلاح الطريق، مؤكدين على ضرورة توفير العدالة المجالية في البنية التحتية، وعدم ترك مناطق بأكملها تعاني العزلة وضعف الخدمات.
يبقى السؤال مفتوحًا، هل هناك خطط مستقبلية للشروع في إصلاح طريق صحراء أكفاي، أم أنها ستظل خارج حسابات الجهات المسؤولة؟ إلى حين تقديم إجابات واضحة، يبقى الساكنة ومعهم مجموعة من المستثمرين في انتظار خطوة جادة لمعالجة هذا التفاوت التنموي الذي يهدد استدامة العيش في المنطقة.