طارق أعراب/ تصوير: ف. الطرومبتي
تشهد مدينة مراكش دينامية عمرانية غير مسبوقة، تجسدت في مجموعة من الأوراش الكبرى التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز جمالية المدينة استعدادًا للمستقبل. وسط هذه المشاريع الطموحة، تحظى ساحة جامع الفنا باهتمام خاص، كونها القلب النابض لمراكش ورمزها السياحي والثقافي.
تأتي هذه الأشغال في إطار جهود متكاملة تهدف إلى تحسين الفضاءات العامة، تعزيز البنية التحتية، وتطوير الشبكات الطرقية، بما يضمن راحة المواطنين والزوار. فإعادة تأهيل الطرقات، ترميم الأزقة، وتحديث المرافق العامة، كلها عناصر تساهم في تجديد وجه المدينة الحمراء، لتواكب تطورات العصر دون المساس بهويتها التاريخية.
تمثل الأشغال الجارية في ساحة جامع الفنا خطوة إيجابية نحو تحسين البنية التحتية لهذا الفضاء الفريد، مع الحفاظ على طابعه التراثي الذي يجعله ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. فإصلاح الأرضيات، تحسين الإنارة العمومية، وإعادة ترتيب المساحات المخصصة للأنشطة التقليدية، كلها مبادرات تعكس رغبة السلطات المحلية في جعل الساحة أكثر جاذبية وتنظيمًا، بما يليق بمكانتها السياحية.
إلى جانب جامع الفنا، تشهد مختلف أحياء مراكش عمليات تأهيل واسعة، تشمل تحسين الأرصفة، توسيع الطرق، وتعزيز المساحات الخضراء، ما يجعل المدينة أكثر ملاءمة لحياة حضرية متجددة. هذه التحديثات ليست مجرد تحسينات ظاهرية، بل هي استثمار طويل الأمد يعزز مكانة مراكش كوجهة سياحية عالمية ومدينة مضيافة لسكانها.
تسابق مراكش الزمن للاستعداد لاستحقاقات كبرى، مما يفسر وتيرة الأشغال السريعة التي تشهدها المدينة. فالهدف ليس فقط تحسين المظهر العام، بل أيضًا تعزيز البنية التحتية بما يضمن راحة السكان والزوار، ويعزز من قدرة المدينة على استيعاب الفعاليات الكبرى والاستثمارات الجديدة.
بفضل هذه الجهود المتواصلة، تواصل مراكش رسم ملامح مستقبلها كمدينة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتحافظ على سحرها التاريخي، بينما تستعد لمواكبة التحولات العالمية بروح متجددة وطموح لا حدود له.