متخلينيش فيلم سينمائي جديد للمخرج عبد الكبير نيشان

متخلينيش فيلم سينمائي جديد للمخرج عبد الكبير نيشان

- ‎فيفن و ثقافة
166
0

الرباط: محمد بلال -كلامكم

بأسلوبه الواقعي في الإخراج وبالسيناريو الأنيق المحبوك باحترافية عالية يعود المخرج والسيناريست عبد الكبير نيشان ليطرح فيلمه السينمائي القصير الجديد، لينضاف إلى باقي ريبرطواره الفني في مجال السينما. فإلى جانب اشتغاله على الأعمال الدرامية والوثائقية فإن عبد الكبير لا يتوانى في الاشتغال على المواضيع الاجتماعية في نفس الوقت للشاشة الكبيرة.


والمتأمل لهذا الشريط السينمائي الجديد وهو في طور المونتاج وبقراءة متأنية بين ثنايا الصورة والحوار والسيناريو يكتشف كل ناقد فني متتبع للسينما انشغال عبد الكبير على المواضيع الاجتماعية التي تشغل بال المجتمع، وهو بذلك يشكل لسان مجتمعه ويعبر عن أماله وأحلامه، تمما كما عبر في شريطه القصير عن خلجات الأم التي تعاني مع المرض من جهة وتعاني من الرغبة الجامحة لابنها من أجل الهجرة والبحث عن الفردوس المفقود.


في شريطه الجديد حاول المخرج عبد الكبير نيشان أن يعالج موضوع الهجرة خارج المغرب، هجرة لفئة معينة من المجتمع وهي فئة الشباب، الشباب المتحمس الباحث عن تغيير وضعه الاجتماعي نحو الأفضل الشباب الذي يبحث عن أفكار ومشاريع يؤمن بها ولكن يفضل من خلال قناعته المغامرة من أجلها لتحقيق مستقبل أفضل. وهي رغبة تبقى بشكل إجمالي مشروعة من منظور الشباب، المهووس بالهجرة والمهووس في نفس الوقت بوضع اجتماعي مريح، لكن البطل بطل هذا الشريط والذي امتهن لعدة سنوات مهنة الحلاقة وجد نفسه بين المطرقة والسندان، أم مريضة تعاني من جهة، وواقع اجتماعي صعب يدفعه للهجرة، وبين هذا وذاك تحاول الأم بطريقتها الخاصة بأن يستقر ابنها إلى جانبها خصوصا وأن عمرها متقدم نوع ما، فتقترح عليه الزواج من احدى الفتيات، لكن رغبة البطل الجامحة كانت أقوى بكثير من أمل الأم ومع ذلك وموازاة مع إصراره على الهجرة فإن بطل الفيلم يوصي أحد أصدقائه وأحبائه وأقرب الناس إليه وإلى الأسرة بأن يتكفل في غيابه بشؤون والدته، ثم تتوالى أحداث الشريط وأحداث الفيلم وتتنامى مشاهده بقوة كبيرة ليبرز لنا المخرج وفي لحظات معينة بالتحديد حيرة الشاب من جهة وتخوف الأم من جهة ثانية.

ولكن وبأسلوبه الواقي في الإخراج تمكن عبد الكبير نيشان أن يقدم لنا معادلة صعبة ومقبولة في نفس الوقت في نهاية شريطه، فالأم وفي جميع الحالات ورغم كل شيء فإنها تظل دائما محبة للخير ولمستقبل أفضل لابنها والابن من جهته يبقى دائما ومهما كانت الظروف متعلقا بوالدته وبأمه وبالتالي فإن هجرته كانت من أجل الحصول على الأفضل من أجله ومن أجل إسعاد أمه.


هو أسلوب واقعي في الكتابة وفي الإخراج ومعالجة بمنظور جديد لموضوع الهجرة، فالهجرة ليست هي الغاية في حد ذاتها ولكن دوافع الهجرة وتبعاتها وهوامشها هي المهمة في الأول والأخير.

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

افتتاح مسجد بإقامة واحة البساتين بسيدي يوسف بن علي استعدادًا لشهر رمضان

طارق أعراب تستعد إقامة واحة البساتين بسيدي يوسف