طارق أعراب
في ظل الإجراءات الصحية الجديدة التي أعلنت عنها المملكة العربية السعودية، والتي تشترط الحصول على تطعيم ضد التهاب السحايا (المينانجيت) لدخول أراضيها ابتداءً من الأول من فبراير 2025، يواجه الآلاف من الراغبين في أداء مناسك العمرة مشكلة كبيرة تتمثل في ندرة هذا التطعيم. هذه الإجراءات، التي تهدف إلى حماية الصحة العامة وسلامة المسافرين، أصبحت عائقًا أمام العديد من المواطنين المغاربة الذين يستعدون للسفر لأداء هذه الفريضة الدينية.
وقد أصدرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بلاغًا في 25 يناير 2025، أكدت فيه توفر التطعيم ضد التهاب السحايا في جميع الصيدليات على المستوى الوطني، وحثت المواطنين على الالتزام بالإجراءات الصحية التي اعتمدتها السلطات السعودية. إلا أن الواقع يكشف عكس ذلك، حيث يعاني العديد من المواطنين من صعوبة الحصول على هذا التطعيم، سواء في الصيدليات أو المراكز الصحية.
هذه الندرة في توفر التطعيم تهدد بحرمان العديد من المواطنين من أداء مناسك العمرة، خاصةً أن أغلبهم قد قاموا بشراء تذاكر السفر وحجز برامج الإقامة مسبقًا عبر وكالات السفر المغربية. وبالتالي، فإن عدم توفر التطعيم في الوقت المناسب قد يتسبب في خسائر مادية ومعنوية كبيرة لهؤلاء المسافرين.
في هذا السياق، تقدم النائب عبد العزيز درويش، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، بسؤال كتابي إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، مطالبًا بتوضيح الإجراءات التي ستتخذها الوزارة لتوفير التطعيم بشكل كافٍ وفي أقرب وقت ممكن. وأكد النائب في سؤاله على ضرورة عدم حرمان المواطنين من أداء مناسك العمرة بسبب نقص التطعيم، خاصةً أن العديد منهم لديهم التزامات مع وكالات السفر خلال شهر فبراير.
كما طالب النائب الوزير بإصدار تعليمات عاجلة للجهات المختصة على المستوى الوطني والجهوي والإقليمي، لتسريع عملية توفير التطعيم في الصيدليات والمراكز الصحية، وذلك لضمان استفادة جميع الراغبين في السفر لأداء مناسك العمرة.
إذا لم يتم تدارك هذه المشكلة بشكل عاجل، فإن الآلاف من المواطنين المغاربة قد يُحرمون من أداء مناسك العمرة، مما سيؤدي إلى خسائر مادية كبيرة نتيجة إلغاء حجوزات السفر والإقامة. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الوضع قد يثير استياءً واسعًا بين المواطنين، خاصةً أن أداء مناسك العمرة يعتبر من الفرائض الدينية المهمة التي يحرص عليها المسلمون.
وقد ناشد البرلماني درويش الحكومة المغربية، وخاصة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بضرورة التحرك السريع لتوفير التطعيم ضد التهاب السحايا بشكل كافٍ وفي جميع أنحاء المملكة. كما نطالب بتعزيز التنسيق مع الجهات الصحية السعودية لضمان تسهيل إجراءات السفر للمواطنين المغاربة الراغبين في أداء مناسك العمرة.
وأشار إن الوقت يداهمنا، والمواطنون في حاجة ماسة إلى تدخل عاجل لتفادي أي تأخير أو حرمان من أداء هذه الفريضة الدينية. آملا أن تلقى هذه الدعوة آذانًا صاغية وأن يتم توفير التطعيم في أسرع وقت ممكن.
