نورالدين بازين/ تصوير: ف. الطرومبتي
عند التجول في المدينة العتيقة لمراكش، تبهر الزوار عمارتها التقليدية وأزقتها الضيقة التي تنبض بالتاريخ، لكن نظرة واحدة من الأعلى تكشف عن واقع صادم. سقوف قاعة الزيت بباب الفتوح تحولت إلى مشهد عشوائي من الصفائح المعدنية والبلاستيك والخيام المرتجلة، في صورة لا تليق بمدينة بحجم مراكش، الوجهة العالمية التي يفترض أن تحافظ على رونقها التراثي.
تشتهر مراكش برياضاتها الفاخرة التي تستقطب السياح الأجانب، خصوصًا أولئك الذين يبحثون عن تجربة أصيلة وإطلالات خلابة من الأعلى. غير أن هؤلاء الزوار، الذين يفضلون التقاط صور بانورامية للمدينة العتيقة من شرفات الرياضات والأسطح المرتفعة، يجدون أنفسهم أمام مشهد من الفوضى العمرانية، ما قد يترك لديهم انطباعًا سلبيًا عن المدينة.
تُطرح أسئلة مشروعة حول دور السلطات المحلية في التعامل مع هذه الفوضى التي تزداد يومًا بعد يوم. كيف يُسمح بتراكم هذه العشوائيات في قلب النسيج العتيق؟ ولماذا يتم التغاضي عن هذه التشوهات التي تهدد جمالية المدينة؟
الساكنة والمهتمون بالتراث يعبرون عن استيائهم من غياب أي تدخل جدي لإعادة الأمور إلى نصابها، في وقت يتم فيه الترويج لمراكش كوجهة سياحية راقية. وإذا كانت المدينة قد نجحت في استقطاب مشاهير العالم وإقامة مهرجانات دولية، فكيف لها أن تغض الطرف عن مثل هذه المظاهر التي تسيء إلى صورتها عالميًا؟
ففي مدينة تعتمد على السياحة كمصدر أساسي للدخل، يُعد الحفاظ على طابعها التاريخي ضرورة ملحة. استمرار هذه الفوضى العمرانية قد يُفقد مراكش جزءًا من جاذبيتها، خاصة مع انتشار صور هذه العشوائيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فهل تتحرك السلطات المحلية لإزالة هذه العشوائيات، وإنقاذ ما تبقى من جمالية مراكش العتيقة؟ أم أن المدينة ستظل تدفع ثمن التهاون في ضبط المجال العمراني؟