حديقة المنارة بمراكش.. معلمة طبيعية مهمشة تبحث عن إعادة الاعتبار

حديقة المنارة بمراكش.. معلمة طبيعية مهمشة تبحث عن إعادة الاعتبار

- ‎فيبلاحدود, في الواجهة
146
0

حكيم شيبوب/ تصوير: ف. الطرومبتي

حديقة المنارة تعد من أبرز المعالم الطبيعية والتاريخية بمراكش، حيث تجمع بين الجمال الطبيعي والتاريخ العريق، مما يجعلها وجهة مفضلة للزوار والسياح. ومع ذلك، تعاني هذه الحديقة من تدهور واضح في بنيتها التحتية وتنظيمها، مما يطرح تساؤلات حول الجهات المسؤولة عن تدبيرها والاهتمام بها.

و تضم الحديقة مجموعة من الأكشاك التي كانت مخصصة لبيع المأكولات والمشروبات، إلا أن بعضها أصبح غير مستغل، في حين أن البعض الآخر يثير تساؤلات حول طرق استغلاله ومن يستفيد منه فعليًا. فهل يتم استغلال هذه الأكشاك وفق معايير قانونية؟ ومن المسؤول عن توزيعها ومراقبة نشاطها؟

وقد تعرضت الأسماك في البحيرة لنفوق متكرر، ما يطرح إشكاليات بيئية مرتبطة بنظافة المياه ومدى العناية بها. فهل يتم صيانة المياه ومعالجتها للحفاظ على الحياة المائية؟ أم أن الإهمال البيئي هو السبب الرئيسي لهذا النفوق المتكرر؟

فمنذ احتضان مراكش لمؤتمر المناخ كوب 22، لا تزال العديد من المحلات والمراحيض العمومية مغلقة وغير مستغلة، مما يثير التساؤل حول سبب هذا الجمود، خاصة أن المدينة تحتاج لمثل هذه المرافق لاستيعاب تدفق السياح والزوار.

وتعاني الحديقة من ضعف في الإنارة، خاصة عند نزول الليل، مما يجعل التنقل فيها صعبًا ويشكل خطرًا أمنيًا على الزوار. كما أن غياب اللوحات التوجيهية يزيد من صعوبة التنقل داخل الفضاء، خاصة للسياح الذين يزورون الحديقة لأول مرة.

وقد شهدت بعض الأكشاك تعرضها للسرقة، كما أن بعض المساحات داخل الحديقة تبدو غير خاضعة للمراقبة، مما يجعلها نقاطًا سوداء قد تستغل في أنشطة غير مشروعة. غياب الحراسة الدائمة يزيد من المخاطر، ويجعل الزوار يشعرون بعدم الأمان داخل هذا الفضاء التاريخي.

ويبقى السؤال الأهم: من المسؤول عن تدبير حديقة المنارة فعليًا؟ وهل هناك استراتيجية واضحة لإعادة تأهيلها وضمان استدامتها كمعلمة سياحية؟ وهل الجهات الوصية، سواء الجماعة الحضرية أو المصالح المختصة، تملك رؤية لإعادة الاعتبار لهذا الفضاء؟

للإشارة،فحديقة المنارة ليست مجرد فضاء طبيعي، بل هي جزء من الهوية التاريخية لمراكش، وإعادة الاعتبار لها ضرورة ملحة للحفاظ على مكانتها وإشعاعها السياحي. فهل نرى قريبًا مبادرة جادة لإنقاذ هذا الإرث البيئي؟

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

فيديو وصور. قاعة الزيت بباب الفتوح.. عشوائيات تشوه وجه مراكش من الأعلى، فأين السلطات؟

نورالدين بازين/ تصوير: ف. الطرومبتي عند التجول في