نورالدين بازين
أكد خالد الزروالي، الوالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، أن المغرب، بتوجيهات جلالة الملك محمد السادس، يتبنى نهجًا إنسانيًا في إدارة حدوده، حيث يضع المهاجرين في صلب برامجه ومبادراته.
وخلال افتتاح مائدة مستديرة نظمها المرصد الوطني للهجرة تحت عنوان “تدبير إنساني للحدود: من مواجهة الهشاشة إلى تحفيز الفرص”، أوضح الزروالي أن المغرب اعتمد مقاربة متجددة وغير مسبوقة لأنسنة تدبير الحدود. وأشار إلى أن هذه المقاربة تتعامل مع المهاجر بشكل شامل، بدءًا من تحديد وضعه الهش وصولًا إلى إدماجه في المجتمع، مما يجعل منه عنصرًا إيجابيًا يعزز التنوع والإثراء المجتمعي.
وأضاف أن هذه الرؤية تتجاوز البعد العملياتي التقليدي إلى مقاربة أكثر شمولية، تعكسها المبادرة الملكية لتعزيز وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي. واعتبر أن هذه المبادرة الاستراتيجية رفعت مفهوم أنسنة الحدود إلى مستوى جديد، حيث لم تعد الحدود مجرد فواصل مادية، بل أصبحت فضاءً للتكامل الاقتصادي والتعاون الإقليمي.
وأشار الزروالي إلى أن المغرب يواصل الترافع عن هذا النهج في المحافل الدولية، مسلطًا الضوء على “الميثاق الإقليمي جنوب-شمال لأنسنة تدبير الحدود”، الذي اقترحته المملكة سنة 2023 في إطار مسلسل الرباط، والذي يعكس التزام المغرب بإيجاد حلول واقعية ومشتركة لقضايا الهجرة.
من جانبه، أبرز هشام الملاطي، مدير الشؤون الجنائية والعفو ورصد الجريمة بوزارة العدل، أن المغرب يُعد نموذجًا دوليًا في تدبير تدفقات الهجرة، بفضل استراتيجيته الوطنية للهجرة واللجوء التي تم إطلاقها سنة 2013. وأكد أن هذه الاستراتيجية، التي تقوم على مبادئ التضامن والاندماج، تهدف إلى حماية حقوق المهاجرين، خاصة ضحايا شبكات التهريب والاتجار بالبشر، من خلال مراجعة الإطار التشريعي الوطني وضمان توافقه مع المعايير الدولية.
وقد شهدت هذه المائدة المستديرة مشاركة خبراء ومسؤولين من هيئات وطنية ودولية، حيث تناولت جلساتها عدة محاور، من بينها النموذج المغربي للإدارة الإنسانية للحدود، وحماية المهاجرين المعرضين للخطر، ودور المجتمع المدني، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في تدبير الحدود.
