نورالدين بازين
في ظل التحديات المتزايدة التي تفرضها تدفقات الهجرة على الصعيد الدولي، يواصل المغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، اعتماد سياسة متقدمة تقوم على مبادئ الإدماج والابتكار في تدبير ملف الهجرة.
وخلال مداخلتها في مائدة مستديرة نظمها المرصد الوطني للهجرة بالرباط تحت عنوان “تدبير إنساني للحدود.. من تدبير الهشاشة إلى تحفيز الفرص”، أشادت لاورا بالاتيني، رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالمغرب، بالمقاربة التي يعتمدها المغرب، مؤكدة أنها تمثل نموذجًا يجمع بين مراقبة فعالة للحدود واحترام المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.
وأبرزت بالاتيني أهمية التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال، مشيرة إلى الدور الريادي للمغرب في “مسلسل الرباط”، وهو الحوار الأورو-إفريقي حول الهجرة والتنمية، الذي ترأسه المغرب عام 2023، حيث قدم إطارًا نموذجيًا لتعزيز التعاون المشترك في تدبير قضايا الهجرة.
وفي هذا السياق، كشفت ممثلة المنظمة الدولية للهجرة عن مبادرة مغربية جديدة تتمثل في اقتراح ميثاق إقليمي حول التدبير الإنساني للحدود، وهو ما يعكس التزام المملكة الراسخ بتبني مقاربة قائمة على احترام حقوق الإنسان، مع تعزيز الجهود لمكافحة الاتجار بالبشر وضمان سياسات أكثر تكاملاً وإنصافًا في التعامل مع المهاجرين.
وأكدت بالاتيني أن التدبير الإنساني للحدود لم يعد خيارًا، بل ضرورة في عالم اليوم، معتبرة أن الهجرة يمكن أن تتحول من تحدٍّ إلى فرصة لتعزيز التنمية البشرية والاقتصادية، وهو ما يكرسه النموذج المغربي، الذي أثبت أن الهجرة والأمن ليسا متعارضين، بل يمكن التوفيق بينهما عبر مقاربة تقوم على العدالة والتضامن.
وقد شهدت هذه المائدة المستديرة مشاركة واسعة من خبراء ومسؤولين يمثلون مختلف الهيئات المعنية بتدبير الهجرة والحدود، إضافة إلى ممثلي منظمات دولية وبعثات دبلوماسية. وناقش المشاركون عدة محاور رئيسية، أبرزها التجربة المغربية في التدبير الإنساني للحدود، وحماية ضحايا الاتجار بالبشر، ودور المجتمع المدني في دعم المهاجرين، إضافة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة الحدود.