خديجة العروسي
في خطوة غير مسبوقة داخل مجلس جماعة قلعة السراغنة، وجه المستشار عصام الطالعي، نائب رئيس لجنة المالية عن حزب التقدم والاشتراكية، رسالة مفتوحة إلى أعضاء فريق الأغلبية، يعبّر فيها عن استيائه من غياب التواصل بين أعضاء المجلس، متسائلًا عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الوضعية المتردية.
وافتتح الطالعي رسالته بالإشارة إلى ضعف أو انعدام التواصل بين أعضاء المجلس، متسائلًا عما إذا كان ذلك ناتجًا عن اختيارات شخصية، أو انتماءات تقليدية، أو حتى خوف من مواجهة الواقع. كما أبدى استغرابه من استمرار هذه الوضعية حتى السنة الرابعة من الولاية الجماعية، مؤكدًا أنه لم يستوعب بعد تركيبة المجلس المسير وطريقة تدبيره.
وطرح الطالعي مجموعة من الأسئلة الجوهرية التي تعكس حجم الإشكالات التي تواجهها الجماعة، من قبيل: من هو المسير الفعلي للمجلس؟ لماذا عجز المكتب عن تحقيق إنجازات ملموسة؟ كيف هي علاقة الجماعة بالمكتب المسير؟ وكيف يتعامل المكتب مع المصالح الخارجية؟ هذه الأسئلة، التي وصفها بـ”المحرجة”، تكشف حجم الإحباط داخل الأغلبية نفسها، والتي يبدو أنها فقدت ثقتها في القدرة على تحقيق التغيير.
وأشار الطالعي بوضوح إلى أن جميع المنتخبين يدركون حجم التدهور الذي تعيشه المدينة، معتبرًا أن قلعة السراغنة أصبحت “مدينة منكوبة” يعجز المنتخبون حتى عن التجول فيها بسبب سخط الساكنة. كما شدد على أن استمرار نفس السيناريو منذ أربع سنوات يعكس غياب أي رؤية إصلاحية حقيقية داخل المجلس.
وانتقد المستشار طبيعة القضايا التي يتم تداولها داخل المجلس، والتي تتكرر دون تقديم حلول حقيقية لمشاكل الساكنة، متسائلًا عما إذا كانت الأحكام القضائية القديمة والاتفاقيات المتكررة هي كل ما يمكن للمجلس تقديمه. واختتم رسالته بمقتطف من الخطاب الملكي، يدعو فيه إلى العمل بروح المسؤولية وتحقيق نتائج ملموسة، في تلميح إلى ضرورة تغيير منهجية التدبير المحلي.
وللإشارة، رسالة الطالعي، التي تم تداولها على نطاق واسع بين منتخبي الجماعة، تعكس بوضوح حجم الأزمة التي تعيشها قلعة السراغنة على المستوى التدبيري، حيث يبدو أن الأغلبية نفسها غير راضية عن أداء المكتب المسير. فهل ستدفع هذه الرسالة إلى مراجعة جذرية لنهج التسيير؟ أم أنها ستظل مجرد صرخة في واد التخاذل السياسي؟
