خطف اللاعبين في الرياضة وخطف المنتخبين في السياسة: تشابه يثير الجدل

خطف اللاعبين في الرياضة وخطف المنتخبين في السياسة: تشابه يثير الجدل

- ‎فيرأي, سياسة, في الواجهة
184
0

نورالدين بازين

في الآونة الأخيرة، شهدت الساحة الرياضية المغربية اتهامات بمحاولات نادي الوداد الرياضي لاستقطاب لاعبين بارزين من صفوف غريمه التقليدي الرجاء. هذه التحركات أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية، معتبرة إياها لعبة غير أخلاقية تهدف إلى إضعاف المنافس وتقوية الصفوف قبل أي استحقاق حاسم. لكن اللافت للانتباه أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الرياضة فقط، بل تمتد أيضًا إلى المشهد السياسي، حيث بدأنا نرى محاولات مماثلة في استقطاب المنتخبين من حزب إلى آخر، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.

كما تسعى الأندية الكبيرة إلى استقطاب اللاعبين الموهوبين لتعزيز صفوفها، تحاول الأحزاب السياسية استمالة المنتخبين الذين يتمتعون بشعبية وتأثير في دوائرهم الانتخابية. هذه الظاهرة، وإن كانت تبدو جزءًا من التنافس المشروع، إلا أنها تثير تساؤلات حول أخلاقيات اللعبة سواء في الرياضة أو السياسة. فهل هي مجرد انتقالات طبيعية أم أن هناك استراتيجيات مخفية تهدف إلى إضعاف الخصوم؟

و مع اقتراب المواعيد الانتخابية، تتسابق الأحزاب لاستقطاب وجوه بارزة، تمامًا كما تفعل الأندية الكبرى في فترة الانتقالات. الفرق هنا أن الانتقالات الرياضية تتم وفق عقود واضحة ومعلنة، بينما في السياسة، تبقى بعض الصفقات غامضة وغير مكشوفة للرأي العام، ما يفتح الباب أمام تكهنات حول دوافعها الحقيقية.

و سواء في الرياضة أو السياسة، فإن خطف العناصر الفاعلة يؤدي إلى الإضرار بالمنافسة ويضعف الثقة في العملية برمتها. ففي الرياضة، يشعر المشجعون بالغدر عند انتقال نجوم فريقهم إلى المنافس، وفي السياسة، قد يفقد الناخبون الثقة في الأحزاب التي ترحب بمنشقين عن أحزاب أخرى دون تقديم مبررات مقنعة.

و قد يكون الحل في وضع آليات أكثر شفافية سواء في انتقالات اللاعبين أو في التحاق المنتخبين بأحزاب جديدة، بما يضمن تنافسًا نزيهًا في كلا المجالين. فهل يمكن أن تتحول هذه الظاهرة إلى فرصة لتطوير المشهدين الرياضي والسياسي، أم أنها ستظل مجرد تكتيك لإضعاف المنافسين؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة على هذا السؤال.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

وفاة سيدة اختناقًا بالغاز داخل منزلها بالحي المحمدي الجنوبي

خولة العدراوي انتقلت عناصر الدائرة الأمنية السابعة، مساء