فيديو . موسم الحكايات في جامع الفنا: ساحة تقاوم الزمن بسحر الكلمة

فيديو . موسم الحكايات في جامع الفنا: ساحة تقاوم الزمن بسحر الكلمة

- ‎فيTV كلامكم, فن و ثقافة, في الواجهة
72
0

طارق أعراب / تصوير : ف. الطرومبتي

في قلب مدينة مراكش، تحتضن ساحة جامع الفنا إرثًا شفهيًا متجذرًا في التاريخ، حيث تجتمع الحكايات والأساطير حول حلقات الحكواتيين الذين ينقلون إرثًا ثقافيًا ممتدًا عبر الأجيال. هذه الساحة ليست مجرد فضاء للفرجة، بل هي مسرح حي يختزل روح المدينة ويجسد ذاكرة المجتمع المراكشي والمغربي ككل.

ومع حلول موسم الحكايات في جامع الفنا، يعود الاهتمام بهذا الفن العريق الذي بدأ يتلاشى أمام موجة الحداثة والتكنولوجيا. تنظم التظاهرات التي تكرم الحكواتيين وتعيد لهم الاعتبار، إذ يحضرون ليقصوا على الجمهور حكايات عن الملوك والأبطال، عن الجن والأساطير، عن الحب والخداع، وكل ما يحرك خيال المستمعين.

و يُعد هذا الموسم مناسبة لإحياء التراث الشفهي، حيث يتنافس الحكواتيون من جميع الجنسيات في فن الإلقاء والسرد، مستخدمين أصواتهم وإيماءاتهم في نسج عالم خيالي يخطف أنظار الحاضرين، كبارًا وصغارًا.

الحكواتي في جامع الفنا ليس مجرد راوٍ، بل هو ممثل ومخرج وكاتب في آنٍ واحد. يقف وسط الحلقة، يمسك بعصاه، يرفع صوته ويخفضه وفق إيقاع درامي يأسر جمهوره. للحكواتي قدرة على جذب المستمعين وجعلهم يعيشون تفاصيل القصة وكأنهم جزء منها.

وفي الماضي، كان الحكواتي جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، فإلى جانبه كانت توجد فرق موسيقية تقليدية، ومروّضو الأفاعي، ومقدمو العروض البهلوانية، لكن اليوم، أصبح هذا الفن مهددًا بالاندثار مع انتشار وسائل الترفيه الحديثة، مما يجعل موسم الحكايات فرصة لإنقاذ هذا التراث.

ورغم أن بعض الحكواتيين القدامى غادروا الساحة أو قلّ عددهم، فإن محاولات إحياء هذا الفن مستمرة. بعض الشباب بدأوا في تعلم فن الحكي من الرواد، وهناك مبادرات لجمع الحكايات الشفهية وتوثيقها لضمان انتقالها إلى الأجيال القادمة.

للاشارة، في ظل العولمة والتغيرات الاجتماعية، تظل ساحة جامع الفنا رمزًا لمراكش الأصيلة، وساحة الحكايات التي تحكي قصة مدينة لا تنام، مدينة تحفظ ذاكرتها في أصوات الحكواتيين ونظرات الجمهور المتعطش لسحر الكلمة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

مراكش تحتضن مسيرة وطنية ضد الفساد ونهب المال العام

خولة العدراوي في خطوة تصعيدية تعكس تصاعد الغضب