طارق أعراب
شارك أعضاء القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة في الدورة 138 للملتقى الدبلوماسي، الذي نظمته المؤسسة الدبلوماسية يوم الخميس 9 يناير 2025 في مقرها بالرباط، تحت عنوان “رهانات تنزيل الأوراش الاستراتيجية الكبرى للمملكة”. وشهد اللقاء حضور أكثر من 50 سفيرًا معتمدًا لدى المملكة المغربية.
افتتحت فاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية، اللقاء بتقديم لمحة عن السياق التاريخي لتأسيس الحزب منذ انطلاقه عبر حركة “لكل الديمقراطيين” سنة 2008، مرورًا بمختلف المراحل السياسية والنضالية وصولًا إلى انضمامه للحكومة عقب المؤتمر الوطني الخامس. وشددت المنصوري على تشبث الحزب بقيم الحداثة والمساواة والعدالة الاجتماعية، مشيرة إلى أنه أصبح ثاني قوة سياسية في المغرب ومكونًا رئيسيًا في الحكومة الحالية.
وخلال التفاعل مع أسئلة السفراء، أكدت المنصوري أن قضية الوحدة الترابية للمملكة تمثل إجماعًا وطنيًا بين الملك والشعب. وأشادت بالإنجازات الدبلوماسية التي تحققت تحت قيادة الملك محمد السادس، مشددة على التزام الحزب بالدفاع عن القضية الوطنية في كل المحافل الدولية. وبشأن الانتخابات المقبلة، أكدت أن الحزب يطمح إلى تصدر المشهد السياسي، مع الاعتماد على برنامج انتخابي واضح وشامل.
كما تطرقت المنصوري إلى البرامج التي أطلقتها وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، خاصة برنامج “دعم السكن”، الذي يسعى لتلبية احتياجات الفئات المتوسطة وذات الدخل المحدود، وتقليص العجز السكني بمشاركة القطاع الخاص.
من جهته، أشار محمد المهدي بنسعيد إلى أهمية الشباب داخل الحزب، مؤكدًا على جهود الأصالة والمعاصرة في تشجيع الشباب على الانخراط السياسي وتولي المسؤوليات. ولفت إلى أن الحزب يعول على الشباب لتحقيق نتائج بارزة في الانتخابات المقبلة. كما تحدث عن البرامج الموجهة للشباب التي أطلقتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
وفيما يخص دور المرأة، أكدت فاطمة سعدي أن الحزب كان سباقًا لتعزيز حضور النساء في المشهد السياسي، مذكرّة بإطلاقه كوطا مشاركة النساء في الانتخابات منذ 2009. وأشارت إلى إسهام الحزب في منح المرأة أدوارًا ريادية في هياكله الداخلية بما يفوق المتطلبات القانونية.
وعرجت سعدي على دور الحزب في إثارة موضوع تقنين زراعة القنب الهندي منذ سنة 2009، حيث كان الأصالة والمعاصرة أول حزب ينظم لقاءات مع المزارعين ويدعو إلى تقنين الزراعة. وأبرزت جهود الحزب في نقل النقاش من منطقة المحظور إلى فضاء المؤسسات، مما أسهم في تحقيق خطوات إصلاحية أبرزها العفو الملكي الأخير عن المتابعين في قضايا تتعلق بزراعة القنب الهندي.
ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة لقاءات تنظمها المؤسسة الدبلوماسية للتواصل بين قيادات الأحزاب السياسية والسفراء المعتمدين بالمغرب. ويهدف إلى تعزيز الحوار حول القضايا الوطنية والدولية، واستعراض رؤية الحزب لمستقبل المملكة ورهانات تنزيل المشاريع الاستراتيجية الكبرى.
