إعداد وتقديم : نورالدين بازين/ تصوير: ف. الطرومبتي
سلط برنامج بودكاست “كلامكم”،الضوء على موضوع تأثير ماراثون مراكش الدولي على المدينة الحمراء، مستضيفًا محمد قرواش، الكاتب العام لجمعية الأطلس الكبير وعضو اللجنة التنظيمية للماراثون. خلال النقاش، طرح العديد من التساؤلات حول الفوائد التي يجنيها سكان مدينة سبعة رجال من هذا الحدث الرياضي الذي يعد من أبرز الفعاليات الرياضية بالمغرب.
ماراثون مراكش، الذي يشهد مشاركة آلاف العدائين من مختلف أنحاء العالم، يُعتبر نقطة جذب سياحية هامة للمدينة. ووفقًا لقرواش، يساهم الحدث في رفع نسب الإشغال الفندقي وتنشيط القطاع السياحي. فخلال أيام الماراثون، تزدحم المدينة بالسياح، مما يخلق حركية اقتصادية ويعود بالنفع على التجار المحليين والمطاعم وشركات النقل السياحي.
و أكد قرواش أن الماراثون ليس مجرد سباق رياضي، بل هو منصة للترويج لمدينة مراكش عالميًا. يُبرز الحدث جمالية المدينة، سواء من خلال تغطيات إعلامية عالمية أو عبر الصور والفيديوهات التي تُنقل للعدائين وهم يمرون بأبرز معالم المدينة، مثل حدائق المنارة وجامع الكتبية.
وعن دور الجمعية المنظمة، أوضح قرواش أن جزءًا من عائدات الماراثون يتم تخصيصه لدعم مبادرات اجتماعية وتنموية. كما يتم تنظيم برامج رياضية موازية تهدف إلى تشجيع الشباب المحليين على ممارسة الرياضة والمشاركة في الأنشطة الثقافية.
ورغم كل هذه الإيجابيات، لم يخلُ النقاش من طرح تساؤلات جريئة حول استفادة المدينة وساكنتها بشكل مباشر. فهناك انتقادات بشأن استغلال بعض الجهات لهذا الحدث لتحقيق أرباح شخصية دون أن تعود فوائد ملموسة على الأحياء الشعبية والبنية التحتية للمدينة. ورد قرواش بقوة على هذه النقاط، مشددًا على أن الماراثون يساهم في تسويق المدينة وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية ورياضية.
في ختام النقاش، أكد محمد قرواش أن جمعية الأطلس الكبير تسعى إلى تطوير الماراثون وجعله أكثر تأثيرًا على المستوى المحلي، من خلال إدماج الساكنة في الأنشطة التحضيرية وتنظيم ورشات عمل ودورات تدريبية للشباب. كما دعا إلى تعاون أوسع بين الفاعلين المحليين والجهات المسؤولة لضمان استمرارية نجاح هذا الحدث.
و يبقى ماراثون مراكش الدولي محطة بارزة في أجندة المدينة، يجمع بين الرياضة والثقافة والسياحة. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل يحقق هذا الحدث كامل إمكاناته ليعود بالنفع على جميع فئات ساكنة مراكش؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة، في ظل جهود الجمعية المنظمة وتعالي أصوات الساكنة المطالبة بمزيد من الشفافية والشمولية.
