محمد خالد
أعلنت عائلة بنعباس تعارجي، المعروفة بشراكتها في ملكية مجموعة “تيكيدا” إلى جانب غاي ماراش، استحواذها على فندق “لي دو تور” بمراكش، وهو فندق راقٍ كان مملوكًا سابقًا لعائلة بوكارا.
تمت عملية الاستحواذ من خلال الشركة القابضة العائلية “دار تعارجي ش.م”، التي تُدير أصول العائلة. وقد جرت الصفقة في نهاية شهر نوفمبر، إلا أن التفاصيل المالية للعملية لا تزال سرية حتى الآن.
تُعد “دار تعارجي ش.م” شركة قابضة ذات طموح كبير رغم طبيعتها المتحفظة، حيث تُركز بشكل أساسي على الاستثمار في الفنادق الفاخرة، حيث تهدف الشركة إلى بناء سلسلة من فنادق البوتيك الفاخرة التي تتمتع بهوية مميزة وسمعة مرموقة، وهو نهج يختلف ويكمل في ذات الوقت استراتيجية مجموعة “تيكيدا”. تعتمد “تيكيدا” على شراكات مع كبرى الشركات السياحية والفندقية الأوروبية مثل “ريو” و”توي” و”روبنسون كلوب”.
أما النموذج الاقتصادي لـ”دار تعارجي ش.م”، فيتميز بتوجه طويل الأمد للحفاظ على الأصول الفندقية وتطويرها. كما أن الشركة في مفاوضات للاستحواذ على فنادق فاخرة أخرى، تخطط لإدارتها مباشرة من خلال فريق عمل متخصص.
هذه المرحلة الجديدة من التطوير يقودها يوسف بنعباس-تعارجي، حفيد المؤسس المشارك لمجموعة “تيكيدا”، التي تأسست عام 1973. انضم يوسف إلى العمل العائلي في عام 2024. بدأت المجموعة نشاطها في قطاع السفر ثم توسعت إلى النقل السياحي (بري وجوي). اليوم، تُركّز مجموعة “تيكيدا”، التي يرأسها أحمد بنعباس-تعارجي وغاي ماراش، على تطوير الفنادق والأنشطة السياحية والترفيهية. تمتلك المجموعة حاليًا أكثر من 6500 سرير موزعة على 12 منشأة سياحية، تتركز أساسًا في مراكش وأكادير وتغازوت.
فندق “لي دو تور” له قصة خاصة؛ فقد أسسه المهندس المعماري الفرنسي-التونسي الراحل شارل بوكارا، الذي صمم مباني الفندق. انطلقت قصة “لي دو تور” فعليًا في عام 1998، عندما أصبح الفندق دار ضيافة أنيقة ومتفردة في طرازها. ومع بداية الألفية الجديدة، شهدت مراكش طفرة سياحية كبيرة، حيث جذبت أنظار الصحفيين، وخاصة الفرنسيين، الذين انبهروا بمفاهيم الفنادق الجديدة في المدينة.
و تميز فندق “لي دو تور” بأسلوبه الفريد، ما ساهم في شهرته السريعة بفضل تغطية الصحافة المتخصصة.
ماتيو بوكارا، ابن المؤسس، نشأ في الدار البيضاء قبل أن ينتقل إلى فرنسا لدراسة الهندسة المعمارية. بعد تخرجه، عاد إلى المغرب وبدأ مسيرته المهنية في وكالات معمارية كبيرة بالدار البيضاء. في السبعينيات، استقر نهائيًا في مراكش حيث ساهم في تطوير المشهد المعماري للمدينة. يُعتبر فندق “لي دو تور” أبرز أعماله، إذ أصبح رمزًا للأناقة والرقي في قلب نخيل مراكش، بفضل الجهود التي بذلها ماتيو لتطويره ورفع مستواه.
مع هذا الاستحواذ، تسعى عائلة بنعباس تعارجي إلى توسيع استثماراتها في قطاع فنادق البوتيك الفاخرة، مع التركيز على الحفاظ على التراث الفندقي المغربي وتعزيزه.
