حكيم شيبوب/ تصوير: ف. الطرومبتي
تشهد العديد من أحياء المدينة القديمة بمراكش، مثل عرصة المعاش، القنارية، رياض الزيتون القديم، والقصابين، انتشاراً متزايداً للبناء العشوائي والاختلالات العمرانية، ما يهدد المشهد التراثي الفريد لهذه المنطقة التاريخية. هذه الأحياء التي تعتبر رمزاً لتاريخ المدينة الحمراء تواجه اليوم خطر فقدان هويتها بسبب التجاوزات العمرانية التي تتم أحياناً بعلم السلطات وأحياناً أخرى بتغاضيها.
ففي قلب المدينة القديمة، يعاني حي عرصة المعاش من فوضى البناء غير القانوني، حيث يتم تحويل البنايات القديمة إلى مشاريع تجارية وسكنية دون احترام المعايير العمرانية. السكان يشكون من تجاهل الجهات المسؤولة لهذه التجاوزات، مما يؤدي إلى تدهور جودة الحياة وظهور مشاكل بيئية وصحية.
وبحي القنارية، المعروف بأزقته الضيقة وجماله المعماري التقليدي، لم يسلم هو الآخر من الظاهرة. يشتكي السكان من قيام البعض بتشييد طوابق إضافية أو تغيير استخدام المباني دون ترخيص، ما يضر بالبيئة البصرية ويؤثر سلباً على الطابع الأصيل للمنطقة.
وبرياض الزيتون القديم وحي القصابين هما الآخران يشهدان انفلاتاً عمرانياً خطيراً. السكان المحليون يؤكدون أن هذا الانتشار غير المنظم للعشوائية يؤدي إلى اختناقات مرورية، نقص في الخدمات الأساسية، وتهديد السلامة الهيكلية للمباني المجاورة.
وعلى الرغم من تنامي الشكاوى، لا تزال الإجراءات التي تتخذها السلطات لمعالجة الوضع محدودة وغير فعالة. يشير البعض إلى وجود تواطؤ بين بعض المسؤولين المحليين والمخالفين، ما يساهم في استفحال الظاهرة.
إن إنقاذ أحياء المدينة القديمة بمراكش من براثن العشوائية يتطلب تحركاً عاجلاً من جميع الأطراف المعنية، سواء من السلطات المحلية أو المجتمع المدني. فالحفاظ على الطابع التاريخي لهذه الأحياء هو مسؤولية مشتركة، تستوجب اتخاذ تدابير صارمة، مثل تطبيق القوانين بحزم وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التراث.
وللاشارة، تشكل العشوائية تهديداً حقيقياً لتراث مراكش ومكانتها كوجهة سياحية عالمية. التصدي لهذه الظاهرة يتطلب إرادة سياسية قوية وجهوداً مستدامة للحفاظ على هوية المدينة القديمة، التي تعد جزءاً من الهوية الوطنية المغربية.