نورالدين بازين/ تصوير: ف. الطرومبتي
في قلب مدينة مراكش، وعلى مقربة من باب دكالة وبجانب حي الحارة، توجد مقبرة قديمة تحتضن بين جنباتها تاريخًا عريقًا وشخصية صوفية بارزة، وهي مقبرة سيدي بنور. رغم قِدمها وأهميتها التاريخية والدينية، تعاني هذه المقبرة من إهمال كبير جعلها تغرق في النسيان، مما يثير تساؤلات حول دور الجهات المسؤولة في حماية هذا الإرث.
تعد مقبرة سيدي بنور مكان دفن الولي الصالح سيدي بنور، الذي يحظى بمكانة خاصة في قلوب أهل المدينة الحمراء. كان هذا الرجل رمزًا للزهد والتقوى، واستقطب بفضل سيرته العطرة أتباعًا ومحبين من مختلف الأجيال. ورغم مرور الزمن، لا تزال ذكراه حيّة لدى البعض، لكن المكان الذي يحتضن رفاته لا يلقى نفس القدر من العناية.
المقبرة اليوم تبدو وكأنها طيّ النسيان؛ أسوارها متهالكة، وداخلها يعج بالنفايات والأعشاب الضارة. بعض القبور تعرضت للتآكل، وأخرى بالكاد يمكن تمييزها تحت طبقات من الإهمال. كما أن غياب لوحات تعريفية أو شواهد تشير إلى أهمية المكان يزيد من حالة الغموض.
إن مقبرة سيدي بنور التي يقارب عمرها 100 سنة، ليست مجرد مكان للدفن، بل هي جزء من التراث الروحي والثقافي لمراكش. الحفاظ عليها يعني الحفاظ على هوية المدينة وذاكرتها التاريخية. كما أنها يمكن أن تكون وجهة للزوار والباحثين الراغبين في استكشاف تاريخ المنطقة وأعلامها.
ووجه مهتمون بالشأن المحلي لمدينة مراكش، دعوة صادقة إلى السلطات المحلية والمجتمع المدني للتدخل العاجل من أجل إنقاذ مقبرة سيدي بنور. يجب تنظيف المكان وتأهيله، ووضع لافتات توضح تاريخه وأهميته. كما اقترحوا إقامة حملات توعية للمجتمع بأهمية هذا المعلم التاريخي والديني.
للإشارة، مقبرة سيدي بنور ليست مجرد قطعة أرض مهملة في قلب مراكش، بل هي شاهد حي على تاريخ المدينة وتراثها الروحي. إن الحفاظ عليها واجب وطني وإنساني، وضمان لتبقى ذكرى الولي الصالح سيدي بنور خالدة في ذاكرة الأجيال القادمة.