نورالدين بازين
قدمت فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، عرض شامل أمام لجنة الداخلية والجماعات الترابية والبنيات الأساسية بمجلس النواب حول مشروع الميزانية الفرعية للوزارة برسم السنة المالية 2025. وتضمن العرض أهدافًا استراتيجية طموحة تهدف إلى تعزيز التماسك المجالي، تقليص الفوارق الاجتماعية، وتحقيق العدالة بين المجالات الحضرية والقروية.
و يعد تعزيز التماسك المجالي من المحاور الأساسية للمشروع، إذ عملت الوزارة على ضمان انسجام التدخلات العمومية على مستوى التراب الوطني من خلال برامج شاملة ومتكاملة، كما سعى هذا التوجه إلى تحقيق عدالة ترابية تدعم المجالات الحضرية والقروية على حد سواء، مع التركيز على تحسين التنسيق بين السياسات التنموية المختلفة.
و ضمن رؤية الوزارة لتحفيز التنمية الاقتصادية، سعى المشروع إلى تحسين العرض الترابي الموجه للاستثمار، حيث شمل ذلك تطوير البنيات التحتية الضرورية، تأهيل المجالات، وخلق بيئة جاذبة للمستثمرين المحليين والأجانب، ما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وخلق فرص العمل.
و يهدف أيضا إلى تحقيق تغطية شاملة بوثائق التعمير، لضمان تنظيم نمو المدن والقرى بشكل يتسم بالاستدامة البيئية والاجتماعية. يمثل هذا المحور ركيزة أساسية لتطوير التخطيط العمراني وتوجيه التنمية وفق رؤية واضحة ومتكاملة.
و ركز المشروع على معالجة الفوارق الاجتماعية بين الحضر والريف من خلال دعم المجالات القروية وتعزيز جاذبيتها الاقتصادية، مع التركيز على تقليص الهجرة نحو المدن، كما يتضمن برامج لإعادة الإيواء وتأهيل الأحياء الناقصة التجهيز، مما يساهم في تحسين ظروف العيش وتوفير سكن لائق للفئات الهشة والمتوسطة.
و تولي الوزارة أهمية كبيرة للحفاظ على الهوية الثقافية وتحسين جودة الحياة في المدن والقرى، إذ يشمل ذلك رد الاعتبار للأنسجة العتيقة عبر برامج تثمين الجودة المعمارية، مما يسهم في تعزيز جمالية المدن وجاذبيتها السياحية.
و تشمل خطة الوزارة للنهوض بقطاع الإسكان خطوات لتعزيز المهنية والجودة، من خلال اعتماد معايير صارمة تحقق السلامة والاستدامة. يهدف ذلك إلى رفع جودة البناء وتعزيز كفاءة العاملين في القطاع.
و للإشارة، يشكل مشروع ميزانية 2025 خريطة طريق لتحقيق تنمية مجالية متوازنة تقلص الفوارق الاجتماعية وتعزز العدالة الترابية. كما يعكس التزام الوزارة بتحقيق رؤية شاملة تدعم كافة شرائح المجتمع المغربي، وتضع أسسًا قوية لتحقيق الاستدامة والرفاه الاجتماعي.
لنا عودة لهذا الموضوع بتفاصيل أكثر..