روبورتاج فيديو. ها اش قالوا صناع التقليديين داخل المدينة العتيقة بمراكش: صمت في زمن الزحف التجاري

روبورتاج فيديو. ها اش قالوا صناع التقليديين داخل المدينة العتيقة بمراكش: صمت في زمن الزحف التجاري

- ‎فيTV كلامكم, إقتصاد, في الواجهة
114
0

طارق أعراب/ تصوير: ف. الطرومبتي

في قلب المدينة العتيقة بمراكش، حيث الأزقة الضيقة والأسواق المزدحمة، ما زال هناك أناس يحيون تراثًا قديمًا من خلال الحرف اليدوية التي تروي تاريخًا طويلًا من الإبداع والتفاني. ولكن خلف كل قطعة خشبية منحوتة أو جلود مُزخرفة، يتخفى واقع قاسي لصناع تقليديين كانوا في يوم من الأيام يُعتبرون جزءًا أساسيًا من هوية المدينة، بينما اليوم يواجهون تحديات كبيرة تهدد استمرارية حرفهم.

في أحد أركان سوق المدينة العتيقة، التقت “كلامكم” بأحد الحرفيين البسطاء، الذي بدا على وجهه مزيج من القلق والاستفهام. “الكتير ما باقيش يسمع لينا”، يقول الحرفي، وهو يمرر يده على منتج تقليدي صنعه من الخشب بعناية ودقة. هذه الكلمات كانت بمثابة صرخة تهز واقعًا يعيش فيه أغلب الصناع التقليديين.

للأسف، هؤلاء الحرفيون الذين قضوا حياتهم في تعلم وحرفية صناعات تميزت بها مراكش، يجدون أنفسهم اليوم محاطين بتحديات اقتصادية جمة. “قبل كنا نعيش من حرفنا، ولكن الآن الوضع صعب، الأسواق خالية، والناس ما بقاوش يشتروا المنتوجات التقليدية”، يقول حرفي آخر بينما يشير إلى محلته التي أصبحت شبه فارغة من الزوار.

من النحاس إلى الفخار، ومن الجلود إلى الزليج، تصطف مئات المحلات التي تزخر بالحرف التقليدية التي تمثل جزءًا من تاريخ المدينة العتيقة. لكن الزحف التجاري الكبير في السنوات الأخيرة، مع ازدياد الطلب على المنتجات المقلدة أو الجاهزة المستوردة، جعل هذه الصناعات تواجه خطر الاندثار.

“التجارة الإلكترونية والحرف الجاهزة قتلتنا”، يقول أحد الحرفيين مستاءً، مشيرًا إلى أن العديد من السياح الذين يزورون مراكش أصبحوا يفضلون شراء المنتجات الرخيصة الجاهزة بدلاً من القطع اليدوية التي تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا لإنتاجها. هذا الوضع لم يتوقف عند السياح فقط، بل حتى بين المواطنين، حيث يفضل الكثيرون المنتوجات الحديثة أو تلك التي تباع في الأسواق التجارية الكبرى.

يرى الكثير من الصناع أن دعم الدولة لم يصل إليهم كما يجب. فهم يشتكون من غياب برامج واضحة لدعم الحرف التقليدية، التي كانت في الماضي مصدرًا للعيش ومستودعًا للثقافة. “منذ سنوات ونحن نطالب بحماية منتجاتنا، ولكن لا أحد يهتم”، يقول أحد الصناع متحسرًا. لم تتوقف المطالب عند الدعم المادي فقط، بل تعدتها إلى ضرورة خلق فرص تدريب للأجيال الجديدة لضمان استمرارية هذه المهن.

فيما يظل الجيل القديم من الحرفيين متمسكًا بمهنه، يظهر جيل الشباب أقل اهتمامًا بهذه الحرف التقليدية. يعزو العديد من الصناع هذا إلى الفجوة بين الأجيال، حيث أن الشباب يتجهون نحو وظائف تعتبر أكثر استقرارًا من الحرف اليدوية التي تتطلب الكثير من الوقت والجهد.

“الشباب لا يريدون الانخراط في هذه الحرف، يبحثون عن فرص العمل في قطاعات أخرى”، يقول أحد الصناع المسنين، الذي قضى حياته في تعلم وحرفية صناعة الجلود.

صحيح أن الوضع يبدو صعبًا اليوم، لكن ما يزال هناك أمل في إعادة الاعتبار لهذه الحرف، من خلال دعم سياسات الحكومة لقطاع الصناعات التقليدية، وفتح قنوات جديدة للتسويق، سواء داخل المغرب أو على الصعيد الدولي.

كما ينبغي على المجتمع أن يعي دور هذه الحرف في الحفاظ على الهوية الثقافية، من خلال تعزيز السياحة الثقافية التي تركز على التجربة الحرفية للزوار.

المدينة العتيقة بمراكش هي كنز ثقافي وحضاري، وحرفيّوها هم الحُماة الحقيقيون لهذه الذاكرة. لذلك، إذا أردنا الحفاظ على هذه الصناعة التي تعد جزءًا من تاريخ المدينة، يجب أن نعمل جاهدين على دعم هؤلاء الصناع البسطاء الذين لا يزالون يحملون عبء التراث بين

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

تقرير. نتائج صادمة: المغرب يتراجع في تقييم TIMSS 2023 ويتذيل الترتيب الدولي

تقرير. نورالدين بازين أُعلنت اليوم النتائج الرسمية لدورة