خديجة العروسي/ تصوير. ف. الطرومبتي
داخل أسوار حومة القصبة التاريخية بمراكش، يكشف الواقع مشهداً مثيراً للقلق، حيث تتجلى مظاهر الإهمال والبؤس وسط مكان يُفترض أن يكون شاهداً على عظمة الماضي ومقصداً للزوار والسياح. حومة القصبة، التي كانت ذات يوم قلباً نابضاً للمدينة التاريخية، تحولت إلى فضاء يعاني من انعدام الصيانة والتردي في البنية التحتية.
واقع مزرٍ خلف السور
ما أن تعبر بوابات القصبة حتى تستقبلك شوارع ودروب تتناثر فيها أكوام الأزبال، مع اختفاء شبه تام للخدمات الأساسية. البنايات العتيقة التي تروي تاريخاً عريقاً أصبحت اليوم مهددة بالانهيار، وسط غياب أي تدخل لإعادة ترميمها أو الحفاظ على طابعها التراثي.
مشاكل تراكمت بلا حلول
تشكو ساكنة الحومة من مشكلات متزايدة تتنوع بين غياب قنوات صرف صحي ملائمة، وانعدام الإنارة العمومية، وانتشار الحشرات والقوارض. الأزقة الضيقة التي كانت تعج بالحركة أصبحت الآن تعاني من الإهمال، ما جعل المكان بيئة طاردة بدل أن يكون نقطة جذب سياحية.
القصبة بين الماضي والحاضر
القصبة التاريخية ليست مجرد حي، بل جزء لا يتجزأ من هوية مراكش. فهي تضم معالم مثل قصر البديع وتُعتبر رمزاً للمعمار المغربي. ومع ذلك، يبدو أن السلطات المحلية والمجالس المنتخبة لم تمنح الحي ما يستحقه من اهتمام للحفاظ على مكانته التاريخية.
مطالب بالتدخل العاجل
تطالب الساكنة والفعاليات المحلية بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ الحومة. من بين الاقتراحات التي طُرحت:
- إطلاق برامج لترميم البنايات المهددة بالانهيار.
- تحسين الخدمات الأساسية كالنظافة والإنارة العمومية.
- تعزيز الرقابة على استغلال الملك العمومي بطريقة عشوائية.
- إدراج المنطقة ضمن برامج التهيئة الحضرية والسياحية.
إرث مهدد بالزوال
يبقى السؤال مطروحاً: إلى متى ستستمر حومة القصبة التاريخية في مواجهة هذا الإهمال؟ الحفاظ على هذا الإرث لا يتعلق فقط بحماية المباني، بل بحماية هوية مدينة مراكش ككل. إنقاذ القصبة مسؤولية جماعية تتطلب تحركاً سريعاً من الجهات المعنية، لتعود الحومة إلى ألقها القديم بدلاً من أن تظل شاهداً صامتاً على التدهور.