يوم الريف: الجزائر ولعبة الديك المذبوح في سياق العزلة الإقليمية

يوم الريف: الجزائر ولعبة الديك المذبوح في سياق العزلة الإقليمية

- ‎فيرأي, سياسة, في الواجهة
654
0

نورالدين بازين

تشهد منطقة شمال إفريقيا تحولات جيوسياسية متسارعة، حيث تصاعدت العزلة الإقليمية للجزائر نتيجة لسياساتها الخارجية العدائية تجاه دول الجوار، خاصة المغرب. من بين محاولات الجزائر لاستعادة نفوذها، تبرز فعاليات مشبوهة كـ”يوم الريف”، التي تستهدف إشعال نيران الانقسام داخل المملكة المغربية عبر توظيف قضايا اجتماعية وتاريخية ذات بعد محلي، وتحويلها إلى ورقة ضغط سياسي.

ما هو “يوم الريف”؟

“يوم الريف” هو مبادرة يُزعم أنها تسعى لتسليط الضوء على قضايا منطقة الريف المغربي، مستغلة ذكريات الحركات الاحتجاجية السابقة. ومع أن المطالب الاجتماعية والتنموية لسكان الريف قضية داخلية مشروعة يناقشها المغاربة بمسؤولية، إلا أن الجزائر تحاول توظيف هذه الملفات لصالح أجندتها السياسية، مستغلة شعارات حقوق الإنسان لتمرير رسائل عدائية ضد المغرب.

الجزائر ومحاولة كسر الطوق

تعاني الجزائر من عزلة متزايدة في المحيطين الإقليمي والدولي نتيجة سياساتها العدائية. فقد فقدت ثقة دول إفريقيا التي لطالما دعمتها، بسبب تدخلاتها غير المشروعة في شؤونها الداخلية. كما أن مواقفها المناهضة لاتفاقيات السلام العربية وتورطها الواضح في دعم ميليشيات البوليساريو جعلها تواجه رفضًا واسعًا في العالم العربي.

في هذا السياق، تبدو محاولاتها لإحياء قضايا داخلية مغربية، مثل ملف الريف، أشبه بحركات ديك مذبوح يحاول إثبات وجوده بأي ثمن. فالجزائر التي تُعاني من أزمات داخلية متعددة، من انهيار اقتصادي وتراجع حقوق الإنسان، تجد نفسها دون سند خارجي سوى ترديد شعارات سياسية فارغة لا تلقى صدى سوى في وسائل إعلامها.

الرد المغربي: الاستقرار في مواجهة التصعيد

على النقيض، يواصل المغرب بناء نموذج إقليمي قائم على التنمية والتعاون الدولي، مع تعزيز وحدته الترابية ومواجهة محاولات التشويش بمقاربات هادئة وقانونية. ويركز المغرب على إشراك مختلف مناطق المملكة في برامج تنموية شاملة، بما في ذلك منطقة الريف، عبر مشاريع استراتيجية تستهدف تحسين البنية التحتية وتعزيز فرص الاستثمار.

ما وراء لعبة الجزائر؟

محاولة الجزائر إثارة ملف الريف تعكس افتقارها لبدائل دبلوماسية وإستراتيجية حقيقية. فبدلاً من التركيز على تنمية داخلها ومواجهة أزماتها، تلجأ لتصدير أزماتها إلى الخارج. لكن يبدو أن هذه التكتيكات لم تعد تجد آذانًا صاغية، حيث يُنظر إلى النظام الجزائري اليوم كعائق أمام استقرار المنطقة.

إن “يوم الريف” ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل المناورات الجزائرية البائسة، التي باتت مكشوفة للجميع. ويبقى المغرب، بفضل استقراره السياسي ووحدته الوطنية، قادرًا على التصدي لهذه الحملات العدائية، مستفيدًا من موقعه كفاعل إقليمي ودولي يحظى بثقة الشركاء. أما الجزائر، فستظل رهينة سياساتها الفاشلة، ما لم تراجع خياراتها وتعيد ترتيب أولوياتها الداخلية.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

جمال إمرهان يستقبل وزير التربية الوطنية ومدير أكاديمية التعليم خلال زيارة تفقدية لأسني ( صور)

عبد الحكيم آيت بلقاسم/ آسني شهدت الجماعة الترابية