طارق أعراب/ تصوير: ف. الطرومبتي
نظمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع المنارة، مساء السبت ندوة صحفية سلطت فيها الضوء على التحديات العديدة التي تواجه قطاع التعليم بمراكش خلال الموسم الدراسي 2024-2025. وناقش ممثلو الجمعية المشاكل العالقة، من بينها أزمة الهدر المدرسي، وانعدام التجهيزات الأساسية في المؤسسات التعليمية، وبعدها عن التجمعات السكنية، فضلاً عن تدهور البنية التحتية، خصوصاً في المناطق الريفية وشبه الحضرية.
كما تطرقت الجمعية إلى تداعيات التنقلات الجماعية للتلاميذ بين المؤسسات التعليمية، وغياب استراتيجية واضحة للإصلاح، مؤكدة أن النقل المدرسي يعتبر حلاً مؤقتاً لا يعالج جذور الأزمة، ما يزيد من معاناة التلاميذ والأسر، ويؤثر على جودة التحصيل الدراسي.
ووفق الجمعية الحقوقية فإت منظومة التعليم بعمالة مراكش تواجه تحديات كبيرة مع بدء السنة الدراسية 2024-2025، حيث تتزايد مشكلات البنية التحتية التعليمية وسوء توزيع التلاميذ وغياب الاستراتيجيات الشاملة لإصلاح القطاع. يلاحظ تحويل العديد من المدارس الابتدائية، مثل مدرسة موسى الأشعري، إلى مؤسسات تستقبل المستويات الإعدادية، في حين يواجه طلاب الثانوية الإعدادية السعديين صعوبات كبيرة بعد تحويل الذكور إلى ثانوية بن يوسف والإناث إلى ثانوية عودة السعدية، مع ضمان المنح الداخلية. ومع ذلك، يعترض الأهالي على هذا القرار ويتمسكون بمتابعة أبنائهم دراستهم في مؤسسات قريبة.
وأضافت أن المؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية في المنطقة أيضًا تواجه مشكلات التباعد الجغرافي عن السكان؛ فالمدارس الابتدائية تقع غالبًا على بعد 4 إلى 5 كيلومترات من التلاميذ، مما يضاعف معاناة التلاميذ وأسرهم ويزيد من احتمالية التسرب الدراسي. تعاني المدارس كذلك من ضعف البنية التحتية، كغياب الصرف الصحي والتهالك العام في المباني، مثل حالة مدرسة دوار الباشا التي تفتقر إلى الترميم ومدرسة رياض الزيتون التي تحتاج بدورها إلى الإصلاح.
ومن اللافت أن مؤسسات التعليم الابتدائي في المنطقة تعتمد غالباً على أنظمة تصريف صحي بدائية، مما يؤثر على جودة البيئة التعليمية ويعرض الطلاب لمخاطر صحية. ويبرز النقل المدرسي كحل مؤقت فقط وليس جذريًا، إذ إن حافلات النقل المدرسي تتنقل بين الدواوير، وتضطر لقطع مسافات تصل إلى 200 كيلومتر يومياً، مما يُرهق التلاميذ ويؤثر سلبًا على قدرتهم على التحصيل الدراسي.
توصي الجمعية بضرورة توسيع البنية التحتية التعليمية وبناء مؤسسات جديدة لتلبية الحاجة المتزايدة، لا سيما في مناطق مثل دوار ازكي ودوار الكدية والمحاميد. وتدعو كذلك إلى توفير وسائل نقل دائمة، وتحسين الشروط المادية والتعليمية داخل المؤسسات لمواجهة أزمة الاكتظاظ والنقص الحاد في الموارد.
إن الحلول المطروحة في التقرير تركز على معالجة مشكلات أساسية، مثل تحسين البنية التحتية، توسيع العرض المدرسي، وتوفير وسائل نقل دائمة تضمن وصول التلاميذ إلى مدارسهم بأمان وراحة، مما يساهم في تقليل الهدر المدرسي وتعزيز فرص النجاح الأكاديمي.