خديجة العروسي/ تصوير: ف. الطرومبتي
ضبط رياض بحي المواسين بمراكش يقدم مشروبات كحولية بدون ترخيص
طارق أعراب في إطار الجهود المستمرة لمحاربة الأنشطة
خديجة العروسي/ تصوير: ف. الطرومبتي
سوق السراجين في المدينة القديمة بمراكش على طريق بن يوسف يمثل لوحة من الإرث التقليدي للمغرب، لكن الواقع يظهر صورة بعيدة عن جمال التاريخ والتقاليد التي لطالما تفاخر بها المكان. رغم كونه أحد رموز الحرف العريقة، إلا أن بنيته التحتية المتردية تعكس الإهمال الذي طال هذا الموقع التراثي.
السقف المهترئ والمتهالك، الذي يفترض أن يكون مظلةً تحمي الحرفيين والزوار من عوامل الطقس، أصبح مصدر قلق يومي للعديد من الحرفيين الذين يعملون في ظروف لا تليق بسوق تراثي في قلب مراكش. شقوق واسعة، تسربات مياه الأمطار، وأسقف قديمة متداعية، كلها تفاصيل تعكس حجم الأزمة التي يعانيها السوق، وتدفع العديد من الحرفيين إلى التفكير بمرارة في مصيرهم، خوفاً من أن يتحول السوق إلى جزء من الماضي المنسي.
غياب أي تدخل من طرف السلطات لتجديد السوق وفق معايير “الحاضرة المتجددة” التي تحمل شعار إعادة الحياة إلى المدينة القديمة يشكل خيبة أمل كبيرة، خصوصاً مع تزايد مبادرات تجديد المواقع التاريخية الأخرى في مراكش.
فالسوق يحتاج إلى لمسات تأهيل حقيقية تُعيد إليه بريقه، بدءًا من صيانة الأسقف المتهالكة والجدران المتداعية، وصولاً إلى تحديث الأرضيات وإضافة لمسات تضفي الحيوية والأمان على هذا المكان العريق.
هذه الحالة لا تعكس فقط غياب الاهتمام بسوق تقليدي يعتبر جزءاً من التراث، بل تعكس أيضًا إهمالاً واضحاً لحاجة الحرفيين إلى بيئة عمل كريمة. ويأمل أصحاب المحلات والحرفيون في أن تلتفت السلطات إلى هذا السوق وأن تجعله جزءاً من مشاريع “الحاضرة المتجددة” ليحافظ على هويته وجاذبيته للزوار، خاصة وأن سوق السراجين يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى به في الحفاظ على الحرف التقليدية وإحياء التراث في مراكش.
طارق أعراب في إطار الجهود المستمرة لمحاربة الأنشطة