نورالدين بازين
في أحد أحياء سيدي يوسف بن علي بمراكش، ظهرت جدارية جديدة تحمل تساؤلًا لافتًا ومثيرًا للتأمل: “من يجيب عن السؤال الأصعب…هل ضاقت مراكش بالكوكب؟”. هذه العبارة لا تتعلق فقط بازدحام المدينة واختناقها بالتحولات السريعة، بل تشير إلى قلق أعمق حول وضع نادي الكوكب المراكشي لكرة القدم، النادي العريق الذي يمثل جزءًا من هوية المدينة والذي يواجه تحديات وصعوبات في السنوات الأخيرة.
رمزية الجدارية وتحديات الكوكب المراكشي
الجدارية جاءت كصوت شعبي يعبر عن مشاعر الجماهير العاشقة لنادي الكوكب المراكشي، الذي يعاني من أزمات إدارية ومالية أثرت على مسيرته الرياضية. فالنادي الذي كان يحمل آمال الجماهير المراكشية ويعزز ارتباطها بهوية المدينة بات يواجه واقعًا صعبًا قد يهدد مستقبله، وسط انشغال المسؤولين المحليين بالتنمية السياحية والتجارية على حساب الرياضة الشعبية.
النادي بين الأمجاد الماضية وصعوبات الحاضر
نادي الكوكب المراكشي لطالما كان رمزًا للمدينة، حيث قدم عبر تاريخه الكثير لكرة القدم المغربية، ونجح في تحقيق بطولات جعلت اسمه جزءًا من ذاكرة المدينة. لكن الأزمات المالية المتراكمة وضعف الدعم المادي، إضافة إلى التحديات الإدارية، جعلت النادي يكافح للحفاظ على مكانته والعودة إلى أوج تألقه. ورغم محاولات الالتفاف حوله من قبل محبيه، إلا أن مشاكله تبدو أكبر من المبادرات الفردية، مما يدفع الجماهير للتساؤل: “هل ما زال هناك مكان للكوكب في هذه المدينة المتسارعة نحو التغيير؟”.
أزمة الدعم واهتمام الجماهير
بينما تتجه ميزانيات المدينة نحو المشاريع السياحية، يبدو أن الرياضة المحلية – وفي مقدمتها نادي الكوكب – لم تحصل على الدعم اللازم. هذا التجاهل دفع الجمهور للتعبير عن استيائه عبر جداريات ورسائل غير مباشرة، تطالب المسؤولين بالتدخل لإنقاذ الفريق من الانهيار. فالجماهير تعتبر النادي أكثر من مجرد فريق رياضي، بل هو جزء من تراث المدينة وتاريخها.
الرياضة والبنية التحتية: تنافس على الموارد
مراكش تواجه أيضًا تحديات على مستوى البنية التحتية، حيث تتزايد الاستثمارات في السياحة والفنادق، في حين تبقى البنية الرياضية غير قادرة على استيعاب طموحات الأندية وجماهيرها. ويعاني ملعب مراكش الكبير من ضعف استغلاله لخدمة الأندية المحلية بشكل منتظم، مما يزيد من صعوبة الوضع بالنسبة للكوكب المراكشي وجماهيره التي تطمح لرؤية فريقها في مستوى يليق بالمدينة وبتاريخها الرياضي.
وستظل هذه الجدارية بمثابة صرخة تعبر عن وجع الجمهور، ورسالة غير مباشرة للمسؤولين. السؤال الأهم هو ما إذا كان هناك وعي بحجم هذه الأزمة، ورغبة حقيقية في إنقاذ النادي ودعمه ليستعيد مكانته. فهل سيستجيب المسؤولون لهذه الدعوات ويقدمون الدعم اللازم لنادي الكوكب المراكشي، ليبقى رمزًا رياضيًا وثقافيًا لمدينة مراكش؟