خديجة العروسي
في خطوة تعبّر عن القلق المتزايد بشأن وضعية الشباب في القرى المغربية، وجّه النائب البرلماني عبد اللطيف الزعيم عن إقليم الرحامنة مداخلة قوية إلى وزير التشغيل يونس سكوري، تحمل رسائل واضحة عن أهمية الشغل في تحقيق الكرامة والاستقرار والتنمية في العالم القروي. من خلال طرحه لهذه التساؤلات، سلّط الزعيم الضوء على التحديات التي تواجه الشباب في القرى، الذين يعانون من نقص الفرص الاقتصادية وغياب برامج فعّالة لتحقيق اندماجهم في سوق العمل.
لماذا الشغل هو الكرامة؟
الشغل ليس مجرد وسيلة لتأمين العيش، بل هو مصدر للكرامة الاجتماعية. من خلال العمل، يستطيع الشباب الشعور بأنهم جزء فعّال ومساهم في المجتمع، ويجدون وسيلة لتطوير مهاراتهم وبناء مستقبلهم. الزعيم في مداخلته لم يتحدث فقط عن حاجات أساسية، بل عن قيمة الشغل في رفع الثقة بالنفس وإبعاد الشباب عن اليأس والتهميش، حيث أن الشغل يُعد سبيلاً لتحقيق الذات وللاندماج داخل النسيج الاجتماعي.
تحديات التشغيل في العالم القروي
العالم القروي يعاني من تفاوت صارخ مقارنة بالمدن في ما يخصّ فرص الشغل. تعاني القرى من قلة فرص العمل وقلة الاستثمارات، مما يجبر الكثير من الشباب على الهجرة إلى المدن، أو حتى التفكير في الهجرة خارج البلاد بحثاً عن مستقبل أفضل. وضعية تجعل الكثير من الأرياف تواجه نقصاً في اليد العاملة الشابة، ما يزيد من تراجع الأنشطة الزراعية والمهن التقليدية.
أكد الزعيم على ضرورة تكثيف الجهود لمعالجة هذا الوضع، داعياً إلى إطلاق برامج تشغيلية مخصصة لاحتياجات العالم القروي. فالشباب في هذه المناطق لديهم تطلعات كبيرة للاندماج في مشاريع تنموية واستثمارية، سواء كانت في المجال الفلاحي، الصناعي، أو السياحي.
دعوة للتفعيل العاجل
خلال مداخلته، طالب الزعيم من وزير التشغيل بضرورة توفير رؤية واستراتيجية متكاملة تهدف إلى تحفيز الشغل في المناطق القروية. ووجه دعوته للحكومة إلى إطلاق مشاريع تدريبية وتأهيلية تتماشى مع خصوصيات الأرياف، مثل التدريب على تقنيات الزراعة الحديثة أو تأهيل الشباب للعمل في مشاريع صناعية محلية صغيرة تتناسب مع البيئة المحلية.
برامج التشغيل كأداة للحد من الهجرة القروية
الاستقرار في العالم القروي يتطلب توفير بدائل شغلية تُشعر الشباب بالانتماء إلى مناطقهم الأصلية. وإذا نجحت الدولة في طرح برامج تنموية مشجعة، يمكن أن يسهم ذلك في الحد من الهجرة القروية ويؤدي إلى إعادة توازن الكثافة السكانية بين المدن والأرياف. وقد ذكّر الزعيم بأن التشغيل في العالم القروي لا يعني فقط تحسين وضعية الفرد بل دعم الاقتصاد المحلي وتقوية المجتمعات القروية ككل.
نحو خطط تشغيلية مبتكرة
أشار الزعيم إلى أن التجارب الدولية تؤكد نجاح مبادرات تشغيلية تركز على الابتكار المحلي، مثل دعم المشاريع الصغرى في الفلاحة العضوية، والصناعات التقليدية، والسياحة البيئية. وأوضح أن الحكومة بحاجة إلى العمل على تفعيل مثل هذه المبادرات وتقديم الدعم الفني والمالي للشباب الراغب في إنشاء مشاريعهم الصغيرة في الأرياف، مما سيسهم في خلق فرص عمل مستدامة.
كلمات عبد اللطيف الزعيم في مداخلته ليست مجرد مطالبات، بل هي نداء للتغيير الذي يحتاجه العالم القروي المغربي اليوم. يبقى التساؤل: هل ستستجيب الحكومة لهذه الدعوات وتسهم في تعزيز برامج التشغيل في القرى، بما يحقق الكرامة والاستقرار للشباب؟