صباح الخير..عبدة لا تليق بمدينة سبعة رجال: دعوات لإعادة الإقليم إلى دكالة

صباح الخير..عبدة لا تليق بمدينة سبعة رجال: دعوات لإعادة الإقليم إلى دكالة

- ‎فيبلاحدود, في الواجهة
897
0

نورالدين بازين

موضوع الهوية والانتماء الثقافي لإقليم عبدة، الذي يشمل مدينة آسفي، يشكل محورا للنقاش الثقافي والاجتماعي في المنطقة. تصريح أحد الخيالة من آسفي في معرض الفرس بالجديدة، بأن “عبدة هم دكالة وثقافة واحدة”، يثير تساؤلات حول الانتماء الثقافي والإداري لسكان آسفي، وما إذا كانوا يعتبرون أنفسهم جزءاً من جهة مراكش أم أنهم أقرب إلى دكالة ثقافياً.

من الناحية التاريخية، تشترك منطقتا عبدة ودكالة في عدة ملامح ثقافية واجتماعية، حيث تجمع بينهما روابط قوية تتمثل في عادات وتقاليد متشابهة، بما في ذلك الفروسية والفنون الشعبية، مثل فن “التبوريدة” الذي يمارس بشكل واسع في كلا المنطقتين. كما يتشابه نمط العيش والزراعة، حيث يعتمد السكان على تربية المواشي وزراعة الحبوب. هذا التداخل الثقافي يعزز الشعور بأن هناك وحدة ثقافية تجمع عبدة ودكالة، وهو ما قد يفسر تصريح الخيال الذي يرى أن عبدة أقرب إلى دكالة من جهة مراكش.

في المقابل، من الناحية الإدارية، يُعتبر إقليم عبدة جزءاً من جهة مراكش آسفي، وهو تقسيم إداري أحدث بناءً على سياسة الجهوية الموسعة في المغرب. لكن هذا التقسيم الإداري لا يلغي الانتماءات الثقافية والتاريخية المتداخلة، التي يشعر بها السكان. يمكن القول إن سكان آسفي وعبدة عموماً يحملون هوية مزدوجة، تجمع بين الانتماء الثقافي إلى دكالة والانتماء الإداري إلى جهة مراكش.

تصريح الخيال في معرض الفرس يعكس رؤية شريحة من المجتمع تسعى للتأكيد على أن هوية عبدة تتجاوز الحدود الإدارية الحديثة، لتشمل ارتباطاً تاريخياً وثقافياً بدكالة. هذه الرؤية تدعو إلى مراجعة الهوية المحلية وفهم تداخل الانتماءات في المغرب، حيث تتقاطع الثقافات وتتداخل بين المناطق المختلفة.

إعادة إقليم عبدة إلى منطقة دكالة إدارياً وسياسياً أصبح مطلباً يتردد بين أوساط السكان المحليين، الذين يشعرون بأن ارتباطهم الثقافي والاجتماعي بدكالة أقوى من الانتماء الإداري الحالي لجهة مراكش آسفي. يصف العديد من سكان عبدة هذا الانتماء بأنه غير طبيعي، معتبرين أن “مدينة سبعة رجال” بمراكش، والتي تشتهر بتاريخها العريق وثقافتها الحضرية، لا تتلاءم مع العقلية والنمط الاجتماعي لسكان عبدة، الذين يتميزون بهويتهم الفلاحية وارتباطهم بالعادات القروية.

تنادي الأصوات الرائجة في إقليم عبدة بالعودة إلى دكالة، حيث يجمع السكان على أن الانتماء إلى دكالة يعكس الهوية الحقيقية لهم، ويمنحهم الشعور بالانتماء إلى مجال جغرافي وثقافي يتوافق مع عاداتهم وتقاليدهم. هذه المطالب تعكس أيضاً شعوراً بضرورة إعادة النظر في التقسيمات الإدارية، التي تمت وفق اعتبارات قد لا تأخذ بعين الاعتبار الروابط الثقافية والاجتماعية العميقة.

العودة إلى دكالة بالنسبة للكثيرين ليست مجرد مطلب إداري، بل هي إعادة لإحياء روابط قديمة وإعادة توجيه المنطقة نحو مستقبل يتماشى مع تاريخها وهويتها المحلية، وهي خطوة يرونها ضرورية لتعزيز التنمية والانتماء المحلي الحقيقي.

سيظل الجدل حول هوية عبدة وإلى أي جهة ينتمون ثقافياً مفتوحاً، مع استمرار النقاش حول مدى أهمية التقسيمات الإدارية في تحديد هوية المجتمعات المحلية. يمكن أن يكون الحوار حول هذا الموضوع فرصة لإبراز التنوع الثقافي الذي يميز المغرب، والتأكيد على أن الانتماء المحلي قد يتجاوز أحياناً الحدود الإدارية.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

مركز الدرك الملكي الجديد بجماعة السعادة: درع أمني يعزز الاستقرار ويواكب التحولات

نورالدين بازين في تحول نوعي يعكس الأهمية الاستراتيجية