نورالدين بازين
تواجه مدينة مراكش كل عام مشكلة الفيضانات التي تتكرر بشكل سنوي، مما يسبب خسائر كبيرة في الممتلكات والبنية التحتية. تكمن جذور هذه الظاهرة في تضاريس المنطقة وموقع المدينة، إضافة إلى تزايد حجم البناء والتوسع الحضري الذي يضغط على شبكات الصرف الصحي ويعوق تدفق المياه بشكل طبيعي. من هنا يأتي ضرورة التفكير في حلول جذرية ومستدامة للتخفيف من حدة الفيضانات وحماية المدينة وسكانها.
اقتراح لحل مشكلة الفيضانات من خلال حماية المدينة انطلاقًا من حدودها
للحد من تدفق مياه الفيضانات نحو مراكش، ينبغي التركيز على المناطق المحيطة بالمدينة، خاصةً تلك الواقعة في الجهات الجبلية، مثل تسلطانت وأوريكا وآيت أورير وأمزميز، حيث تتسبب الأمطار الغزيرة في هذه المناطق في تدفق المياه بشكل كبير نحو المدينة. لذا، يجب توجيه الجهود نحو بناء شبكة متكاملة من البنى التحتية التي تساهم في إدارة المياه القادمة من هذه المناطق.
إنشاء قنوات صرف صحي وخنادق على حدود المدينة
- حفر قنوات صرف صحي: إنشاء قنوات تصريف مخصصة للمياه السطحية عند حدود المدينة، والتي تعمل على توجيه المياه الزائدة نحو مناطق آمنة خارج النطاق العمراني. يمكن لهذه القنوات أن تكون ذات تصميم مدروس يسمح بجمع المياه ونقلها بعيدًا عن المناطق الحساسة في المدينة.
- إنشاء خنادق على طول المناطق المرتفعة: يمكن حفر خنادق على طول السلسلة الجبلية والمناطق المرتفعة التي تحيط بمراكش، بحيث توجه المياه القادمة من تسلطانت وأوريكا وآيت أورير وأمزميز نحو مسارات معدة سلفًا، بدلاً من تدفقها نحو الأحياء السكنية. هذا النوع من الخنادق قد يكون فعالًا في تقليل سرعة المياه والتخفيف من حدة التدفق.
تعزيز التعاون بين ولاية الجهة ومجلس جهة مراكش آسفي
ينبغي أن تتعاون الجهات المحلية، مثل ولاية جهة مراكش ومجلس الجهة، في تنفيذ مشروع متكامل لحماية المدينة من الفيضانات، على أن يشمل هذا المشروع الآتي:
- التخطيط الاستباقي والبنية التحتية الخضراء: التركيز على الحلول الطبيعية، مثل غرس الأشجار وإنشاء برك احتجاز طبيعية في المناطق المرتفعة، مما يمكن أن يساهم في امتصاص المياه الزائدة وتخفيف تدفقها نحو المدينة.
- توسيع شبكة الصرف الصحي: تطوير شبكة الصرف الصحي داخل المدينة لتستوعب كميات أكبر من المياه، مع مراعاة معايير التصميم المناسبة التي تضمن عدم انسداد الأنابيب بسبب المواد الصلبة التي قد تحملها المياه المتدفقة.
- تحسين نظام الإنذار المبكر والتدخل السريع: من خلال تطوير آليات مراقبة الطقس والتدخل السريع عند حدوث الفيضانات، يمكن للجهات المختصة تقليل الخسائر المادية والبشرية عبر توجيه السكان نحو مناطق آمنة والاستعداد المسبق للأمطار الغزيرة.
أهمية هذه الإجراءات
بدون اتخاذ تدابير فعالة لحماية مراكش من حدودها، ستبقى المدينة عرضة لخطر الفيضانات كل سنة، مما يؤدي إلى تكرار المشاهد المؤلمة للغرق والبكاء على الخسائر. يمكن للخطوات المقترحة أن تشكل جزءًا من حل شامل وطويل الأمد يسهم في تعزيز مرونة المدينة في مواجهة التغيرات المناخية والتخفيف من الأضرار التي تلحق بالبيئة والبنية التحتية.
تطوير حلول استراتيجية كهذه لا يعزز فقط حماية المدينة، بل يساهم أيضًا في تحسين جودة الحياة للسكان وضمان استدامة التنمية الحضرية في مراكش والمناطق المجاورة.