تحالف العدل والإحسان والتقدم والاشتراكية في النقابة الوطنية للتعليم العالي: خطوة نحو تعزيز النفوذ أم اختبار لوحدة اليسار المغربي؟

تحالف العدل والإحسان والتقدم والاشتراكية في النقابة الوطنية للتعليم العالي: خطوة نحو تعزيز النفوذ أم اختبار لوحدة اليسار المغربي؟

- ‎فيإعلام و تعليم, سياسة, في الواجهة
716
التعليقات على تحالف العدل والإحسان والتقدم والاشتراكية في النقابة الوطنية للتعليم العالي: خطوة نحو تعزيز النفوذ أم اختبار لوحدة اليسار المغربي؟ مغلقة

نور الدين بازين

شهدت انتخابات المؤتمر الوطني الثاني عشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي تحالفاً بارزاً بين جماعة العدل والإحسان وحزبي التقدم والاشتراكية، مما أثار تساؤلات حول تأثير هذا التنسيق على المشهد النقابي ومستقبل وحدة القوى اليسارية في المغرب. تمكنت العدل والإحسان من تعزيز موقعها داخل النقابة من خلال هذا التحالف، في حين يثير الأمر تساؤلات حول مدى قدرة القوى اليسارية التقليدية على مواجهة هذه التحولات وحماية مكتسباتها.

قراءة في نتائج الانتخابات بمراكش

في انتخابات المؤتمرين التي جرت بمراكش، حقق تحالف العدل والإحسان والتقدم والاشتراكية تقدماً ملحوظاً، إذ فاز ثلاثة من مرشحي العدل والإحسان بمقاعد في المؤتمر، إلى جانب مرشح متعاطف مع العدالة والتنمية ومستقل. جاء هذا التحالف في ظل تنافس على 10 مقاعد من بين 20 مرشحاً، حيث بلغت نسبة المشاركة حوالي 70% من الأساتذة المنخرطين.

هذه النتائج تبرز تحولات في المشهد النقابي، حيث يبدو أن العدل والإحسان أصبحت قادرة على استقطاب دعم واسع داخل الأوساط الأكاديمية، مما يزيد من نفوذها ويعزز موقعها في النقابة على حساب القوى اليسارية التقليدية، خصوصاً التقدم والاشتراكية.

تحديات وحدة اليسار

يثير التحالف بين العدل والإحسان وحزبي اليسار تحديات أمام وحدة اليسار المغربي، حيث يطرح تساؤلات حول مدى استعداد القوى اليسارية لتوحيد صفوفها وتبني استراتيجية واضحة للتنسيق والعمل المشترك. وفي الوقت الذي يسعى فيه التجمع الوطني للأحرار لتعزيز حضوره داخل النقابة من خلال الاستفادة من قيادته للحكومة، تبدو القوى اليسارية في حاجة ماسة إلى إعادة تقييم مواقفها وتطوير آليات عمل تضمن وحدة الصف في مواجهة التحديات المشتركة.

نحو استراتيجية موحدة للنضال النقابي

يشكل هذا التحالف اختباراً حقيقياً للقوى اليسارية في المغرب، حيث يتعين عليها تجاوز الخلافات الأيديولوجية والبحث عن أرضية مشتركة تجمع بين مختلف المكونات النقابية. من أجل ذلك، يتعين تبني مطالب موحدة تشمل تحسين الأوضاع المهنية والمالية للأساتذة الباحثين، وتوحيد المطالب المتعلقة بالأقدمية العامة في الوظيفة العمومية، والاعتراف بتسع سنوات من الأقدمية، بما يعزز العدالة المهنية في المؤسسات الجامعية.

إن تحالف العدل والإحسان والتقدم والاشتراكية داخل النقابة الوطنية للتعليم العالي يمثل خطوة هامة نحو تعزيز النفوذ النقابي، لكنه يظل في الوقت ذاته اختباراً حاسماً لقدرة القوى اليسارية على تجاوز خلافاتها والعمل بروح تضامنية لتحقيق مطالب الأساتذة الباحثين.

إن نجاح هذا التحالف في تحقيق مكاسب ملموسة على أرض الواقع قد يكون دافعاً لبناء وحدة أقوى بين مكونات اليسار المغربي، بما يخدم تطلعات جميع الفاعلين في قطاع التعليم العالي والتنمية الشاملة في البلاد.

يمكنك ايضا ان تقرأ

ضبط رياض بحي المواسين بمراكش يقدم مشروبات كحولية بدون ترخيص

طارق أعراب في إطار الجهود المستمرة لمحاربة الأنشطة