د.فاطمة الترسيم: من الدفاع إلى التمكين: كيف انتقلت قضية الصحراء المغربية من النهج التقليدي إلى استراتيجية التغيير الشاملة

د.فاطمة الترسيم: من الدفاع إلى التمكين: كيف انتقلت قضية الصحراء المغربية من النهج التقليدي إلى استراتيجية التغيير الشاملة

- ‎فيسياسة, في الواجهة
1574
التعليقات على د.فاطمة الترسيم: من الدفاع إلى التمكين: كيف انتقلت قضية الصحراء المغربية من النهج التقليدي إلى استراتيجية التغيير الشاملة مغلقة

حوار/ نورالدين بازين

في هذا الحوار، نستضيف الدكتورة فاطمة الترسيم الأستاذة بكلية الآداب بمراكش،المنحدرة من مدينة العيون الصحراء المغربية، وهي عضو بحزب الاستقلال بجهة مراكش آسفي، للحديث عن الدور المتزايد الذي تلعبه المؤسسات الجامعية في الأقاليم الجنوبية للمغرب في دعم الدبلوماسية الموازية والدفاع عن قضية الصحراء المغربية. سنناقش كيف تساهم الجامعات في تعزيز الموقف المغربي على الساحة الدولية، من خلال الأنشطة الأكاديمية والترافع العلمي. كما سنتطرق إلى جهود الجامعات في تصحيح التصورات المغلوطة حول قضية الصحراء، وإبراز مساهمتها في تطوير الأبحاث والشراكات الدولية، ودورها في تنمية العنصر البشري وتعزيز الاقتصاد المحلي. بالإضافة إلى ذلك، سنستكشف الآفاق المستقبلية لتعزيز الدبلوماسية الموازية من خلال المؤسسات الأكاديمية.

دكتورة فاطمة الترسيم، كيف ترين دور المؤسسات الجامعية في الصحراء المغربية في الترافع عن قضية الصحراء ودعم الدبلوماسية الموازية؟

جواب: المؤسسات الجامعية في الأقاليم الجنوبية للمغرب، خاصة في جهات العيون والداخلة وكلميم والسمارة، باتت تلعب دوراً أساسياً في تعزيز الدبلوماسية الموازية. فهي تعمل على ترسيخ سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية من خلال تنشيط النقاش الأكاديمي والترافع العلمي في المحافل الدولية. وامتد دورها إلى تطوير الأبحاث والدراسات حول قضية الصحراء المغربية، واستثمار الدلائل التاريخية والوثائق القانونية لإعادة صياغة القراءات الأكاديمية بما يعزز الموقف المغربي.

 كيف تساهم الجامعات بالصحراء المغربية في تغيير التصورات المغلوطة حول القضية؟

جواب: المؤسسات الجامعية في الصحراء تعمل بشكل منهجي على تصحيح المغالطات التاريخية والسياسية التي ظلت تسيطر على التصورات الدولية لفترة طويلة. من خلال البحث العلمي الدقيق واستنطاق الوثائق،  كما تسعى إلى إعادة تصنيف وتفسير الدلائل القانونية وفق سياقاتها الصحيحة، ما يسهم في فضح الدعاوى المضللة ويثبت الرواية المغربية على أسس علمية.

 ما هي الإضافات التي تقدمها هذه الجامعات في سياق الشراكات مع مؤسسات البحث العالمية؟

جواب: هذه الجامعات لا تعمل بمعزل عن مثيلاتها في المغرب وخارجه، بل تنسق والمؤسسات العلمية ومراكز الأبحاث  داخل المملكة وخارجها. تسعى إلى استثمار التعاون الأكاديمي في تعزيز مكانة المغرب دولياً، سواء عبر استقطاب طلاب أجانب من مختلف الدول، أو تنظيم مؤتمرات علمية مشتركة تتناول قضايا حساسة، مثل حقوق الإنسان والتنمية المستدامة في الصحراء.

كيف تساهم المؤسسات الجامعية في تنمية العنصر البشري وتعزيز الاقتصاد المحلي في الصحراء؟

جواب: المؤسسات الجامعية في الأقاليم الجنوبية تلعب دوراً تنموياً هاماً. فهي تساهم في تأهيل الشباب وإعدادهم ليكونوا عناصر فعالة في سوق العمل، عبر توفير تخصصات متعددة تشمل التكنولوجيا، العلوم الإنسانية، والقانون، وصولاً إلى الطب والهندسة. كما تفتح الجامعات أبوابها للطلاب من الدول الإفريقية، مما يعزز التعاون جنوب-جنوب ويساهم في تعزيز الدبلوماسية الأكاديمية.

 ما هي الآفاق المستقبلية التي ترينها لدور الجامعات في الدبلوماسية الموازية؟

جواب: أرى أن الجامعات في الصحراء المغربية تمتلك القدرة على لعب دور أكبر في الترافع عن القضية الوطنية من خلال تطوير آليات جديدة للدبلوماسية الموازية، حيث للمؤسسات الأكاديمية أن تكون منصات للتفاوض والنقاش حول الحلول الممكنة، كما يمكنها تقديم مقترحات عملية ودراسات تفصيلية تساعد في رسم السياسات العامة. نحن بحاجة إلى تعزيز هذا الدور وتوسيع نطاق تأثير الجامعات ليشمل المنظمات الأممية والإقليمية، خاصة في إطار مجلس حقوق الإنسان في جنيف والاتحاد الاوروبي.

كيف تطور تدبير قضية الصحراء المغربية من النهج التقليدي إلى استراتيجية التغيير الحالية؟
الجواب: في البداية، اتسمت قضية الصحراء المغربية بنهج تقليدي يركز على الدفاع عن الوحدة الترابية داخل أروقة الأمم المتحدة، عبر التأكيد على السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية والتفاوض حول حل سياسي للنزاع. ومع الوقت، شهد تدبير القضية تحولاً نحو استراتيجية جديدة تهدف إلى إحداث تغييرات ميدانية ملموسة، مثل إطلاق مشاريع تنموية كبرى في المنطقة، واعتماد الجهوية المتقدمة لمنح الأقاليم الجنوبية صلاحيات واسعة. كما تبنت الدبلوماسية المغربية نهجاً استباقياً، مما أسفر عن اعترافات دولية متزايدة بمغربية الصحراء وفتح قنصليات في مدن مثل العيون والداخلة، مما يعكس تحوّل القضية من مجرد ملف تفاوضي إلى نموذج تنموي وتجربة حكم ذاتي.

يمكنك ايضا ان تقرأ

انسحاب والي مراكش من لقاء المحامين العرب يثير تساؤلات..

حكيم شيبوب شهدت أشغال لقاء المكتب الدائم لاتحاد