طارق أعراب
تعد الفضيحة الأخيرة في مطار مراكش المنارة نموذجًا واضحًا للإهمال في إدارة المرافق العامة، حيث تحوّل المطار، الذي يُعد من أكثر المطارات حيوية في المغرب، إلى مشهد من الفوضى.
شهدت ليلة الأحد تسرّب المياه من سقف المطار بشكل كبير، مما أدى إلى تحويل مرافقه الداخلية إلى شلالات. هذا الوضع لم يكتفِ بإثارة استياء المسافرين بل كشف عن عيوب جسيمة في البنية التحتية للمطار، الذي يفترض أن يعكس صورة مراكش كوجهة سياحية عالمية.
كما زادت الأمور سوءًا مع سقوط جدار المطار المطل على واجهة طريق ورزازات، مما تسبب في عرقلة حركة المرور وخلق مخاطر على المارة والسيارات. هذه الحوادث المتتالية تعكس تقصيرًا واضحًا في صيانة المنشآت وضعف الرقابة على جودة أعمال البناء، مما يطرح تساؤلات حول كفاءة المسؤولين عن إدارة هذا المرفق الحيوي.
من الضروري فتح تحقيق شامل لمحاسبة الأطراف المسؤولة عن هذه الإخفاقات، سواء كانوا من المقاولين المشرفين على أعمال البناء والصيانة أو من المسؤولين الحكوميين المكلفين بالرقابة. يجب تحديد المسؤوليات ومعالجة أوجه القصور بشكل عاجل، لتجنب تكرار هذه الفضائح التي تضر بسمعة مراكش وبصناعة السياحة الوطنية ككل.
هذه الفضيحة تعيد إلى الأذهان أهمية تعزيز الشفافية في إدارة المشاريع العامة، وضمان خضوعها لمعايير الجودة العالمية، لحماية مصالح المواطنين والسياح وضمان سلامتهم.
