ذ .ادريس المغلشي .
وضوح الصورة لم يكن بالسهل ادراكه فصعوبته جاءت من تعقيدات وضعيته وتداخل الأطراف الفاعلة فيها .بل كلفتها جاءت للاسف الشديد مضاعفة على حساب المواطن لوحده فالفرز المنهجي لم يعد خافيا على أحدبين طبقة تعيش الرفاه بشكل مستفز وسط الكم الهائل من الحاجةوالفقر الذي اصبح يجوب كثير من مدننا وقرانا.موت الطبقة المتوسطة وغيابها عن الساحة كصمام أمان للسلم الاجتماعي باتت حقيقة لا احد ينكرها .لقد اصبحنا في المغرب طبقتان طبقة ثرية تنعم في خيرات متنوعة لاحدود لها بادية لكل متتبع وأخرى فقيرة لا تملك سوى صراخها وانينها فحالها يكفي عن السؤال ،يكفي أن الجميع يستدل بمثال دارج طاف كثير من منتدياتنا “السكين وصل لعظم “.في زمن حكومة اجتماعية لا نجد لها اثر في الواقع سوى انه شعار حالم لم يتحقق بعد في واقعنا المعيش.
من حسنات الأزمات رغم درجة الصدمة التي تحدثها في المجتمع وفجائيتها التي تباغث سكينة المواطنين وتخلف وراءها مآسي واحزان ومعاناة قلما يندمل جرحها لكنها في المقابل تضعنا امام وضعيات اخرى اكثر فسادا بعدما تكشف لنا حقيقة واقع تدبيرنا اليومي لتعامل الإدارة مع عموم الناس السيول بقوتها استطاعت كشف قناطر مغشوشة التي خالفت دفاتر التحملات،بل ان بعض الطرق لم يتجاوزسمكها سنتمتر واحد مما جعلها غير قادرة على الصمود امام اول قطرة مطر هذه الصور التي تنقل لنا من هواتف شباب واكبوا هذه الكارثة فيما كانت وسائل اعلامنا غارقة في سباتها العميق .لتستفيق في آخرلحظة على احصاء الخسائر . لقد عرت كثير من اختلالات في التدبير داخل مجالسنا.
في مثل هذه الوقائع التي يخسر المغرب من خلالها الكثير من المؤشرات والموارد ويفقد معها كثير من النقاط الايجابية بخصوص مؤشرات التنمية الافلات من المحاسبة لكل من تسببوا فيها . يضع المقتضى الدستوري على المحك ويعلن بصراحة تعطيلا له وتشجيع المفسدين على التمادي في هكذا سلوك .كل المشاريع التي بقيت على حالها دون تحقيق الأهداف المسطرة الكفيلة بضمان جودة المرافق وحسن تدبيرها بما يحفظ ارواح الابرياء .تستوجب المحاسبة. لقد تسببت الامطارفي عزل بشكل تلقائي القرى والمداشر عن كل فرص الممكنة للإنقاذ وامكانيات الإسعاف والتواصل، انضافت العزلة بقساوتها على الاضرار التي مست الساكنة في فقدان ارواح وخسائر مادية زادت من تعميق الازمة والفوارق بينها وبين المركز.المؤلم في الصورة والاكثر فظاعة حين تغيب الحكومة عندما يتطلب الأمر حضورها للتواصل مع المواطن للإنصات لمحنته وغياب حوارها كآلية استماع لنبض الشارع. وإذا لم تحضر في مثل هذه الصور نتساءل متى ستحضر ؟