قصص من الحوز: فريد إمكدال

قصص من الحوز: فريد إمكدال

- ‎فيفن و ثقافة, في الواجهة
528
6
بقلم: اعتماد سلام
في الطريق إلى إغيل مررنا عبر قرية صغيرة اسمها إمگدال، قال لي أحد سكانها إن هذا الإسم يعني الحراس ومفردها أمگدول أي الحارس.
على غرار جماعات وقرى أخرى في الحوز، انهارت معظم منازل إمگدال وتغيرت ملامحها بعد زلزال الثامن من شتنبر. السكان أكملوا عاما وهم يقطنون في الخيام فيما تتواصل عملية إعادة البناء في أكثر من نقطة.
على ناصية الطريق أحدثت وحدات خصصت للبقالة والجزارة والقهوة وغيرها. تقدم خدماتها للسكان ولعمال البناء المنتشرين في كل مكان، ويعمل فيها شباب من أبناء القرية.
من بينهم فريد، صاحب “مقهى السعادة”. سألته وأنا ألقي التحية عليه، “واش كاينة شي سعادة؟”، توقعت أن يجيبني بتذمر وأنا أرى واقع حال القرية المدمرة ومعاناة سكانها وهم يمضون أيامهم داخل خيام لا تقيهم الحرارة صيفا ولا البرد شتاء، لكنه قال لي مبتسما “منذ فترة لم تكن، لكن الآن السعادة كاينة”.
يقدم فريد لزبائنه مختلف أنواع القهوة ويضع رهن إشارتهم مجموعة من الكتب أيضا، قرأ عناوين بعضها وهو يشير إليها: سيكولوجية الجماهير لغوستاف لوبون، قواعد العشق الأربعون لإليف شافاق، موجز سيرتي الذاتية لستيفن هوكينغ، الأبله لدوستويفسكي..
يقول فريد الذي وعد بإحضار المزيد من العناوين، إنه يفضل أن يشرب الواحد قهوته ويقرأ صفحة في كتاب على أن يمسك هاتفه طوال الوقت.
هذا الشاب القاطن في هذه القرية الصغيرة في قلب الحوز المجروح، حرص أيضا على وضع علم فلسطين بحجم كبير على واجهة مقهاه وفي طيات ذلك رسالة أخرى.
إذا مررتم عبر تلك الطريق لا تنسوا أن تتوقفوا عند فريد ولو على عجل، لاحتساء فنجان قهوة.
وحرس الله إمگدال وأهلها وحفظهم من كل شر.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

 ولاية أمن مراكش تنفي إعفاء الوالي سعيد العلوة من مهامه

كلامكم نفت ولاية أمن مراكش بشكل قاطع الأخبار