بقلم: نورالدين بازين
الأزمة تتجاوز الأفراد: صراع على مستقبل الحزب
الصراع الداخلي في حزب الأصالة والمعاصرة ليس فقط حول الشخصيات أو الأفراد. إنه يعكس نقاشاً أعمق حول مستقبل الحزب نفسه، وطبيعة دوره في المشهد السياسي المغربي. هل سيستمر الحزب في أداء دوره كمشارك في الحكومة؟ أم أن الانقسامات الداخلية ستؤدي في النهاية إلى تفككه وفقدان دوره؟
هذا التساؤل يدفع العديد من المراقبين إلى التأمل في كيفية تأثير الأزمة الداخلية على أداء الحزب في الانتخابات القادمة، وعلى إمكانية استعادة الثقة في قيادته وقدرته على تقديم حلول سياسية لمشكلات المغرب الاقتصادية والاجتماعية.
الحل السياسي: أفق أم مجرد تأجيل؟
في ظل كل هذه التطورات، يبدو أن الجميع ينتظر الحل السياسي. الحل الذي قد يأتي إما عن طريق مؤتمر استثنائي يعيد ترتيب أوراق الحزب، أو عبر تغيير في القيادة الحالية، أو حتى من خلال بناء تحالفات جديدة تعيد توازن القوى داخل الحزب. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتمكن الحزب من تجاوز أزماته الداخلية في الوقت المناسب، أم أن هذه الدراما ستستمر إلى أن ينفرط العقد تماماً؟
من وجهة نظر تحليلية، يبقى الحل السياسي ضرورة ملحة. فالانقسامات الداخلية تعيق الحزب من أداء دوره كقوة سياسية فعالة، وتجعله عرضة للتهميش في المشهد السياسي المغربي. كما أن استمرار الأزمة دون حل سيؤثر على قدرة الحزب على تقديم رؤية سياسية واقتصادية مقنعة للشعب المغربي.
بين الدراما والحل
أزمة أبو الغالي داخل حزب الأصالة والمعاصرة ليست مجرد نزاع حزبي داخلي، بل تعكس أبعاداً أوسع تتعلق بالتحديات التي تواجه الحزب في تعزيز ممارساته الديمقراطية والشفافية. وفي ظل الدعوات المتزايدة للإصلاح السياسي داخل الحزب، لتبقى “الدراما البامية” مشهداً مفتوحاً على جميع الاحتمالات. فيما ينتظر الجميع حلاً سياسياً ينقذ الحزب من أزمته، لا تزال الانقسامات الداخلية والتوترات القيادية تزيد من تعقيد المشهد. و بيان أبو الغالي ليس سوى جزء من هذه القصة المعقدة، التي تنتظر فصلاً نهائياً يعيد للحزب وحدته وقوته. وحتى ذلك الحين، ستستمر الدراما البامية في خطف الأضواء في المشهد السياسي المغربي.
يبقى السؤال قائماً: هل سيتمكن الحزب من تجاوز هذه الدراما الداخلية والعودة إلى مساره السياسي الحقيقي، أم ستظل تلك الصراعات تُعكّر صفو مستقبل الحزب؟