نورالدين بازين و خديجة العروسي/ تيزي نتاست الحوز
في إطار جهود المغرب المستمرة لتعزيز بنيته التحتية وتحسين شبكات النقل، يشهد الطريق الرابطة بين مراكش وتارودانت، مروراً بإقليم الحوز وتيزي نتاست، عملية توسيع طموحة. يعود تاريخ تشييد هذه الطريق إلى الفترة بين 1926 و1932، وهي تمثل شريانًا هامًا يربط بين المناطق الجبلية والمدن الرئيسية. اليوم، وبعد عقود من الاستخدام، تتطلب هذه الطريق تحسينات جوهرية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للنقل، وتحسين معايير السلامة، وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.
منذ تشييدها، شكلت الطريق الرابط بين مراكش وتارودانت عبر إقليم الحوز محورًا هامًا للنقل. إلا أن التغيرات الكبيرة في حجم المرور ونوعية المركبات التي تعبرها فرضت ضرورة تحسينها من طرف وزارة التجهيز. يشمل المشروع الحالي توسيع الطريق إلى 9.5 أمتار، ما سيسمح بتحسين انسيابية حركة المرور، مع التركيز على تعزيز وسائل الأمان مثل الحواجز الجانبية وتوسيع المنعطفات الضيقة.
إلى جانب التحسينات الفنية، يعد هذا المشروع جزءًا من استراتيجية وطنية لتحسين الربط بين المناطق الريفية والمدن، مما سيزيد من فرص الاستثمار والسياحة في المنطقة، لا سيما في ظل تواجد معالم سياحية وطبيعية بارزة في جبال الأطلس.
إلى جانب الفوائد الاقتصادية الواضحة من خلال تسهيل حركة المرور وتحفيز الاستثمارات، يمثل هذا المشروع فرصة لتحسين حياة السكان المحليين. الطريق الموسعة ستسهم في زيادة تدفق السياح إلى المنطقة، خاصة مع وجود مواقع سياحية طبيعية ومراكز استجمام. ومع ذلك، فإن التوسع لا يخلو من التحديات، حيث يبرز الجانب الاجتماعي والبيئي الذي يجب أخذه بعين الاعتبار لضمان استدامة المشروع.
السياحة وأثر الزلزال على المنتجع السياحي
تعد المنطقة المحيطة بالطريق وجهة مهمة للسياح الباحثين عن الهدوء والاستمتاع بجمال الطبيعة. لكن الزلزال الذي ضرب المنطقة قبل عام ألحق أضرارًا كبيرة بالبنية السياحية، بما في ذلك منتجع سياحي كان يضم 16 غرفة لاستقبال السياح. في أعقاب الزلزال، تكافح المنطقة لاستعادة عافيتها، ويشكل توسيع الطريق خطوة هامة في دعم التعافي الاقتصادي.
في فيديو وثقناه، تروي سيدة محلية قصة نضال السكان بعد الزلزال وتوجه نداءً إلى السلطات من أجل توفير منازل مركبة بدلاً من الخيام التي لا تزال تشكل مأوىً مؤقتًا للعديد من العائلات. بعد مرور عام على الكارثة، يمثل هذا النداء تذكيرًا بالحاجة الملحة لدعم المجتمعات المحلية التي تأثرت.
يمثل مشروع توسيع الطريق الرابط بين مراكش وتارودانت خطوة هامة نحو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة للمنطقة. وعلى الرغم من أن هذه التحسينات تفتح آفاقًا اقتصادية وسياحية، فإن التحديات الاجتماعية والإنسانية، كما وثقنا في الفيديو المرفق، تظل قائمة وتتطلب استجابة فعالة لضمان أن يكون التقدم شاملاً ويصب في مصلحة جميع سكان المنطقة.