دخول مدرسي قاحل: معاناة بائعي الكتب المدرسية القديمة في مراكش

دخول مدرسي قاحل: معاناة بائعي الكتب المدرسية القديمة في مراكش

خديجة العروسي/ تصوير: ف. الطرومبتي

مراكش – في خضم الاستعدادات لدخول مدرسي جديد، يجد بائعو الكتب المدرسية القديمة في مراكش أنفسهم في مواجهة أزمة غير مسبوقة تهدد مصدر رزقهم. مع اقتراب بداية العام الدراسي، تأثرت الأسواق المحلية بشكل كبير، مما يضع هؤلاء البائعين في موقف صعب يتطلب تسليط الضوء والاهتمام.

 

لطالما شكل بيع الكتب المدرسية القديمة مصدر دخل أساسي للعديد من الأسر في مراكش. لكن هذا العام، يبدو أن الركود الاقتصادي والضغوط التي يواجهها السوق قد أثرا بشكل ملحوظ على حركة البيع. يشتكي العديد من البائعين من انخفاض الطلب على الكتب المستعملة، نتيجة لعدة عوامل أبرزها تزايد أسعار الكتب الجديدة والسياسات التعليمية التي تشجع على شراء المطبوعات الحديثة فقط.

أحد الأسباب الرئيسية التي تؤثر على السوق هو تزايد الرقابة والإجراءات الحكومية التي تحد من تداول الكتب القديمة. تم فرض معايير جديدة لضمان الجودة ومواكبة المناهج الحديثة، مما جعل من الصعب على البائعين التعامل مع الكتب المستعملة وإعادة تدويرها بفعالية. هذه الإجراءات، بينما تهدف إلى تحسين جودة التعليم، قد أدت إلى تعقيد الوضع بالنسبة لأولئك الذين يعتمدون على بيع الكتب القديمة.

 

الآثار الاجتماعية والاقتصادية

تشير الدراسات إلى أن تأثير هذه الأزمة لا يقتصر على البائعين فحسب، بل يمتد ليشمل المجتمع المحلي ككل. يعتمد العديد من الطلاب والأسر ذات الدخل المحدود على شراء الكتب المدرسية القديمة كوسيلة لتخفيف العبء المالي المرتبط بالعودة إلى المدرسة. ومع تزايد أسعار الكتب الجديدة، يجد هؤلاء الطلاب أنفسهم في موقف صعب، مما يزيد من الضغط على الأسر التي تواجه بالفعل تحديات مالية.

في محاولة للتعامل مع هذه الأزمة، يطالب بائعو الكتب القديمة بإجراءات دعم حكومية واضحة وتحفيزات تعزز من قدرتهم على التكيف مع التغيرات الجديدة. هناك دعوات لفتح حوار مع الجهات المسؤولة لإيجاد حلول وسطية تضمن تحقيق توازن بين تحسين جودة التعليم ودعم البائعين المحليين. كما يتطلع هؤلاء البائعون إلى دعم المجتمع لشراء الكتب المستعملة، مما يعزز من قدرتهم على الاستمرار في نشاطهم.

بينما يتأهب الطلاب والأسر في مراكش للعام الدراسي الجديد، تظل معاناة بائعي الكتب المدرسية القديمة مسألة تحتاج إلى اهتمام فوري. قد تكون هذه الأزمة فرصة لتقييم كيفية دعم هؤلاء البائعين وحماية مصادر رزقهم في ظل التغيرات الاقتصادية والتعليمية المستمرة. إن إيجاد حلول فعالة لا يضمن فقط استمرارية هذا النشاط التجاري، بل يساهم أيضاً في دعم الأسر المحلية والمجتمع ككل.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

حريق يفتك بـ 25 رأسًا من الماشية في أولاد حسون نواحي مراكش

حكيم شيبوب اندلع مساء اليوم حريق مهول في