ذكرى 8 شتنبر ..

ذكرى 8 شتنبر ..

- ‎فيرأي
372
6

 

كم تؤلمنا المآسي ولانجد من يعيننا على النسيان.تأتي8 شتنبر
بعد مرور سنة كاملة محملة بكثير من الآلام والآثار النفسية التي تركتها دون أن يندمل الجرح ودون أن تنمحي آثارها الصعبة . تختفي الحماسة وكثير من المشاعر النبيلة الجياشة التي عرفتها تلك المناطق لحظة وقوع الحدث بعدما هجرها الكل ليبقى المتضررون وحدهم في مواجهة الصعاب . اشكالات اعادة الإسكان في زمن قياسي محدد ووفق تصور بديل يعيد لهم شيئا من كرامتهم واستقرارهم للمساهمة في التخفيف من معاناتهم. لقد تركوا لمصيرهم المحتوم لتبدأ من جديد معاناة أخرى للتطبيع مع حالة الاستثناء في خيام بلاستيكية كأنها زنازن مرقمة تحصي أنفاسهم وسط عذابات لاتطيق تقلبات الطقس وظروف طبيعية صعبة لاقبل لهم بها.
من غريب الصدف أن يتزامن حادث الزلزال الذي وقع 8شتنبر 2024 في المناطق التالية:الحوز ومراكش وشيشاوة وازيلال تارودانت ووارزازات مع زلزال من نوع آخر سياسي يوم 8 شتنبر 2021 والذي قلب حياة المغاربةرأسا على عقب . التشابه الغريب في الحدثين معا كون الفاعل واحد فالذي انقلب على وعوده الانتخابية وحول حياة المواطنين إلى جحيم لايطاق بعدما رفع أسعار كل شيء ولم تعد المواد الأساسية في متناول الجميع بل رأينا كيف أصبح المغاربة يوجهون شكاواهم عبر منصات عديدة إلى الله وإلى جلالة الملك بعدما فقدوا الثقة في الكل . تضاعفت اثمنة المواد الغذائيةالتي تعتبرالقوت الأساسي لمعظم العائلات المتوسطة والفقيرة على حد سواءولم تصمدأمامها تلك الشعارات الكبيرة الغير منضبطة إلى منهجية مضبوطة ولا إلى التزام واضح مماصعب من مأمورية الناس في زمن يلوح فيه رئيس الحكومة ومن معه إلى مفردات أكبر من كفاءتهم وقدراتهم من قبيل السيادة الغذائية وقد فرط في كل مقوماتها بل هناك من يتساءل كيف لدولة عاشت سنوات متتالية من الجفاف أن تتبنى زراعة منتوجات مستنزفة لمخزون ثروتها المائية؟ كيف تستطيع حكومة تصدير بعض منتجاتها دون تحقيق اكتفاء ذاتي؟ألا يعد هذا دليل واضح على اننا ابتلينا بمجموعة من تجار أزمة همهم الوحيد مراكمة الأرباح على حساب تضييق المعيش اليومي للمغاربة .
السياسي الذي ساهم في تأزيم وضعنا الحالي هو نفسه من ترك ضحايا الزلزال لمصيرهم .فلم يستطيع بعد مرور سنة كاملة الإلتزام بوعوده . لازال هناك ضحايا يعيشون في العراء وهي وصمة عار في جبين حكومة لامسؤولة تركت عائلة المتضررين لوحدها في مواجهة قساوة الطبيعة.أتساءل أين هو رئيس الحكومةوبقية الأعضاء؟ أين وزيرة الإسكان التي تعدى ضجيجهاوثرثرتها الزائدة أسئلة الناس ولم ير منها المتضررون سوى (الشفوى )على حد تعبير أحدهم .لم أكن أتصور يوما ما أن يكون السياسي بهذه الدرجة من الوقاحة والدونية في الإلتزام الأخلاقي . نعيش للأسف معادلة صعبة لم نستفد من نتائجها على مر السنين وتتكرر أخطاؤها كل سنة .إذا اجتاح الجفاف البلاد يؤدي المواطن ضريبته وإذا جاءت الأمطار أغرقت البيوت وخلفت ضحايا وغرقى وفي كلتا الحالتين معا المواطن وحده الضحية في زمن العبث واللامبالاة والسياسات الفاشلة .
ذ. ادريس المغلشي .

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

حريق يفتك بـ 25 رأسًا من الماشية في أولاد حسون نواحي مراكش

حكيم شيبوب اندلع مساء اليوم حريق مهول في