بعد مرور عام على الزلزال، إقليم الحوز على درب التعافي

بعد مرور عام على الزلزال، إقليم الحوز على درب التعافي

- ‎فيإقتصاد, في الواجهة
374
6

خديجة العروسي/ ومع

الحوز : 3 شتنبر2024 – بعد مرور عام تقريباً على الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز ليلة الثامن من سبتمبر 2023، تظهر معالم التعافي والتجدد في المنطقة بشكل جلي. فقد تجسدت شجاعة سكان الإقليم ورباطة جأشهم في مواجهة المحنة، إلى جانب كرامتهم وصمودهم في أوقات الشدائد.

في جماعة ويركان، الواقعة في جبال الأطلس الكبير على بعد 62 كيلومتراً من مراكش، بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها بعد الزلزال، حيث تعج الأسواق بالحركة والنشاط، وتملأ ضحكات الأطفال الأرجاء في مشهد يبعث على التفاؤل.

شهدت الأشهر الماضية تقدمًا ملحوظًا في عملية إعادة بناء المنازل التي تضررت أو دمرت بسبب الزلزال. وفي حديثه لوكالة المغرب العربي للأنباء، يروي عمر، الرجل الستيني الذي نجا هو وزوجته بأعجوبة من تحت الأنقاض، تفاصيل محنته قائلاً: “كنت عالقاً تحت السقف المنهار لساعات دون القدرة على الحركة، وكل ما كنت أتمناه هو أن يأتي أحدهم لينقذني.”

ويعبر عمر عن امتنانه العميق لمصالح الإنقاذ والسلطات المحلية التي قدمت دعماً قوياً للمتضررين، قائلاً: “بفضل المساعدة المالية والدعم الذي تلقيناه، اقتربت عملية بناء منزلي الجديد من الانتهاء. المنزل الجديد أكثر صلابة لأنه يتماشى مع معايير البناء المقاوم للزلازل.”

في هذا السياق، قامت السلطات المحلية بجهود مكثفة خلال الأشهر الماضية لتصميم منازل أكثر مقاومة للزلازل، مع مراعاة الخصوصيات الثقافية والبيئية للمنطقة. ويؤكد مدير الوكالة الحضرية لمراكش، أمين الإدريسي بلقاسمي، أن “أعمال إعادة بناء المنازل المدمرة تقدمت بشكل ملحوظ.”

وأشار الإدريسي إلى أنه، بفضل تدخلات السلطات وتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، “تستجيب المباني الجديدة لمعايير السلامة وراحة السكان، فضلاً عن الحفاظ على الخصائص المعمارية المحلية.” وأضاف أنه تم وضع خرائط للأراضي غير القابلة للبناء لتفادي إنشاء مبانٍ في المناطق المعرضة لخطر الانهيارات الأرضية والفيضانات.

إلى جانب ترميم المباني، تسعى عملية إعادة الإعمار إلى استعادة شعور السكان بالاستقرار والأمان، وهما عنصران أساسيان لتحقيق التعافي من آثار هذه الكارثة. ومع تقدم أعمال البناء، يواصل سكان الحوز إظهار عزيمتهم وإرادتهم ليس فقط في إعادة بناء منازلهم، بل أيضاً في بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولأبنائهم.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

المقاوم الفذ مولاي عبد السلام جبلي يستحضر مراكش زمن الحماية الفرنسية من خلال برنامج دردشة (الجزء الأول)

كلامكم مولاي عبد السلام الجبلي أيقونة فذة من