“بلطجية” سوق عشوائي في تامنصورت يحشدون الباعة المتجولين للاحتجاج ضد عملية الترحيل إلى منطقة بديلة

“بلطجية” سوق عشوائي في تامنصورت يحشدون الباعة المتجولين للاحتجاج ضد عملية الترحيل إلى منطقة بديلة

- ‎فيفي الواجهة, مجتمع
634
6

حكيم شيبوب

في ظل أجواء من التوتر والاحتقان، يشهد سوق عشوائي في تامنصورت تصاعداً في الأحداث حيث يجتمع مجموعة من البلطجية للضغط على السلطات المحلية والوقوف في وجه خطة ترحيل الباعة المتجولين إلى منطقة جديدة. تأتي هذه المواجهة في وقت حساس، حيث تخطط السلطات لفتح مؤسسة كبيرة في الموقع الحالي للسوق، مما يفرض الحاجة إلى إعادة تنظيم المساحة.

تتمثل المشكلة الرئيسية في أن السوق العشوائي الذي يتواجد فيه الباعة المتجولون يقع في موقع استراتيجي ومزدحم أمام مؤسسة كبيرة، والتي من المتوقع أن تبدأ عملها قريباً. حيث تسعى المصالح المسؤولة إلى ضمان أن تكون المنطقة جاهزة لاستقبال الزوار والعملاء دون أن تتأثر بوجود السوق العشوائي.

على الرغم من الاقتراحات التي قدمتها السلطات المحلية بشأن نقل الباعة إلى منطقة بديلة تناسب أنشطتهم التجارية، يواجه هذا المقترح معارضة شديدة. فقد قام بعض البلطجية في السوق، الذين يعتبرون أنفسهم “حماة” للباعة، بتنظيم احتجاجات وتحفيز الآخرين على رفض الترحيل. ويأتي هذا التحرك في إطار محاولة الضغط على السلطات للعدول عن خطتها.

ويؤكد الباعة المتجولون الذين يرفضون الترحيل أنهم يعتمدون بشكل كبير على موقعهم الحالي لممارسة تجارتهم وكسب رزقهم، ويعتبرون أن التغيير المفاجئ قد يؤثر سلباً على دخلهم وأعمالهم. من جانبهم، يدافع البلطجية عن موقفهم بقولهم إن الموقع الجديد الذي تقترحه السلطات ليس مناسباً، ويطالبون بتأجيل تنفيذ أي خطط حتى يتم التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.

من جهة أخرى، توضح السلطات المحلية أنها قامت بدراسة شاملة لتحديد الموقع الجديد وتوفير البنية التحتية اللازمة لدعم الأنشطة التجارية. وتشير إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو تطوير المنطقة وتوفير بيئة تجارية منظمة وآمنة للجميع.

وفي ضوء هذا الصراع المتصاعد، تبقى الأسئلة قائمة حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة بطريقة تضمن التوازن بين احتياجات الباعة والمصلحة العامة. وتؤكد السلطات أنها مستعدة للحوار والتفاوض مع جميع الأطراف المعنية للوصول إلى حل يحقق المصلحة المشتركة، ويضمن تنفيذ المشاريع التنموية دون الإضرار بالأنشطة التجارية القائمة.

إن الوضع الحالي يعكس التحديات التي تواجه المدن في معالجة قضايا التنظيم والتطوير في ظل التوترات الاجتماعية والاقتصادية. وتبقى خطوات السلطات وتفاعلها مع مطالب الباعة المتجولين في تامنصورت موضوعاً حاسماً في تحديد مستقبل السوق والتطورات المستقبلية في المنطقة.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

المقاوم الفذ مولاي عبد السلام جبلي يستحضر مراكش زمن الحماية الفرنسية من خلال برنامج دردشة (الجزء الأول)

كلامكم مولاي عبد السلام الجبلي أيقونة فذة من