طارق أعراب
مدينة مراكش واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، لكنها تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بالمواصلات والبنية التحتية للنقل. على الرغم من أن المدينة تستقبل ملايين السياح سنوياً، إلا أن وسائل النقل فيها لا تزال تعاني من مشكلات عديدة تؤثر على حياة السكان المحليين والزوار على حد سواء.
أحد أبرز مشكلات المواصلات في مراكش هو الازدحام المروري. مع تزايد عدد السيارات الخاصة والنقل العمومي ، تصبح شوارع المدينة، خاصة في أوقات الذروة، مزدحمة بشكل كبير. هذا الازدحام يؤدي إلى التأخير وصعوبة التنقل داخل المدينة، خاصة في الأماكن السياحية مثل جامع الفنا والمدينة القديمة.
كما تعاني وسائل النقل العامة من نقص في الكفاءة والانتظام. الحافلات في المدينة غالباً ما تكون قديمة ومزدحمة، مع جداول زمنية غير محددة بشكل دقيق، مما يجعلها غير موثوقة بالنسبة للركاب.
الترامواي يعد واحداً من الحلول الفعالة لمواجهة مشكلة المواصلات في المدن الكبيرة مثل مراكش. حيث يوفر وسيلة نقل جماعية نظيفة وفعالة، ويتميز بالعديد من الفوائد التي تجعله خياراً مثالياً لتخفيف الضغط على وسائل النقل الأخرى.
أولاً، الترامواي يساعد بشكل كبير في تخفيف الازدحام المروري. حيث يمكنه نقل عدد كبير من الركاب في وقت واحد، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام السيارات الخاصة ويخفف من حدة الازدحام في الشوارع الرئيسية.
ثانياً، يعتبر الترامواي وسيلة نقل صديقة للبيئة، حيث يعمل بالكهرباء ويقلل من الانبعاثات الضارة، مما يساهم في تحسين جودة الهواء في المدينة. هذا الأمر مهم بشكل خاص في مراكش، التي تشهد تزايداً في حركة المرور وما ينتج عنها من تلوث بيئي.
ثالثاً، الترامواي يتميز بالانتظام والدقة في المواعيد، مما يجعله خياراً موثوقاً للركاب. حيث يعمل وفق جداول زمنية محددة ويمكن للركاب الاعتماد عليه للوصول إلى وجهاتهم في الوقت المناسب، سواء كانوا مقيمين أو زواراً.
أخيراً، إنشاء شبكة ترامواي في مراكش يمكن أن يسهم في تحسين الاتصال بين مختلف أجزاء المدينة، وربط المناطق السكنية والتجارية والسياحية بشكل أفضل. هذا سيسهل حركة التنقل داخل المدينة ويعزز من تجربة السياح، كما سيساهم في تنمية المناطق المحيطة بالمسارات الجديدة للترامواي.
و في ظل استعداد المدينة لاستضافة أحداث كبيرة مثل كأس العالم 2030، فإن إدخال الترامواي كوسيلة نقل في مراكش يمكن أن يكون جزءاً مهماً من الحلول لتخفيف مشاكل المواصلات وتحسين جودة الحياة في المدينة.
