مع ارتفاع درجات الحرارة في مدينة مراكش: ماذا لو استبدل مسؤولو المدينة تزفيت الشوارع بالزفت الأزرق عوض الزفت الأسود؟

مع ارتفاع درجات الحرارة في مدينة مراكش: ماذا لو استبدل مسؤولو المدينة تزفيت الشوارع بالزفت الأزرق عوض الزفت الأسود؟

نورالدين بازين

تعيش مدينة مراكش في السنوات الأخيرة تحت وطأة درجات حرارة مرتفعة بشكل غير مسبوق، مما يعكس تأثيرات تغير المناخ والتوسع العمراني. في هذا السياق، تبرز فكرة تبديل نوعية الزفت المستخدم في تزفيت الشوارع من الأسود إلى الأزرق كحل محتمل لتخفيف حرارة المدينة.

 

والزفت الأسود هو المعيار التقليدي لتعبيد الطرق، ولكن له جانب سلبي ملحوظ في المناطق الحارة. فهو يمتص الحرارة بشكل كبير، مما يزيد من درجات حرارة الشوارع بشكل ملحوظ. في فصول الصيف، يمكن أن تسجل درجات حرارة الشوارع المعبدة بالزفت الأسود ارتفاعات تصل إلى 60 درجة مئوية أو أكثر، مما يساهم في خلق “شوارع حرارية حضرية” تؤدي إلى تفاقم مشكلة ارتفاع درجات الحرارة في المدينة.

الزفت الأزرق كبديل

في هذا السياق، تأتي فكرة استخدام الزفت الأزرق كبديل. الزفت الأزرق هو نوع من المواد التي تم تصميمها لتقليل امتصاص الحرارة. الدراسات والأبحاث أظهرت أن الزفت الأزرق يمكن أن يخفض درجات حرارة الشوارع بشكل ملحوظ مقارنة بالزفت الأسود. هذا التغيير يمكن أن يساعد في تقليل تأثير الشوارع الحرارية الحضرية، مما يؤدي إلى تحسين راحة المواطنين وتخفيض تكاليف التبريد في المباني.

 

مع ذلك، فإن تبني هذه الفكرة ليس خالياً من التحديات. أولاً، قد يتطلب الأمر تكاليف إضافية لاستخدام الزفت الأزرق مقارنة بالزفت الأسود التقليدي. كما يجب دراسة التأثيرات طويلة المدى لهذا النوع من الزفت على البنية التحتية والتكلفة الإجمالية للصيانة.

 

و لتقييم جدوى هذا التغيير، يجب على مسؤولي المدينة إجراء دراسات شاملة تتناول الفوائد البيئية والاقتصادية لاستخدام الزفت الأزرق. كما يمكن أن يستفيدو من تجارب مدن أخرى حول العالم كقطر التي قامت بتنفيذ حلول مماثلة للتعامل مع مشكلات الحرارة الحضرية.

 

للاشارة، مع تزايد درجات الحرارة في مدينة مراكش، يصبح من الضروري التفكير في حلول مبتكرة لتحسين جودة الحياة. فاستبدال الزفت الأسود بالزفت الأزرق يمكن أن يكون خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف، ولكن يجب أن يكون ذلك مدروساً بعناية لضمان تحقيق الفوائد المرجوة دون إحداث أعباء إضافية.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

المقاوم الفذ مولاي عبد السلام جبلي يستحضر مراكش زمن الحماية الفرنسية من خلال برنامج دردشة (الجزء الأول)

كلامكم مولاي عبد السلام الجبلي أيقونة فذة من